إعلان حالة الطوارئ 3 أشهر وحظر التجوال لمدة شهر وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين حل مؤسسة الرئاسة والحكومة والبرلمان ومجلس الولايات وحكوماتها ومجالسها التشريعية وقف العمل بالدستور الحالى ووضع دستور دائم للبلاد بنهاية الفترة الانتقالية إغلاق المجال الجوى 24 ساعة والمداخل والمعابر لأجل غير مسمى ووقف شامل لإطلاق النار
أعلن الفريق أول عوض بن عوف النائب الأول لرئيس الجمهورية وزير الدفاع الذى تولى رئاسة المجلس العسكرى الانتقالى أمس عزل الرئيس عمر حسن البشير من منصبه والتحفظ عليه فى مكان آمن، وبدء الفترة الانتقالية لمدة عامين. وفى بيان بثه التليفزيون السوداني، أكد عوض بن عوف إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فى جميع أنحاء البلاد، وإعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من العاشرة مساء وحتى الرابعة صباحا، وتشكيل مجلس عسكرى حاكم، وحل مؤسسة الرئاسة، وإعلان وقف إطلاق النار الشامل فى كل أنحاء البلاد، ووضع دستور دائم للبلاد بنهاية الفترة الانتقالية. وأضاف أنه تم تعطيل الدستور، وحل المجلس الوطنى ومجلس الولايات وحكومات الولايات ومجالسها التشريعية ومجلس الوزراء، مع استمرار عمل النيابة والقضاء. وطمأن بن عوف دول العالم بالالتزام بالاتفاقات الدولية واستمرار عمل السفارات والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى السودان. وقال إن الفقراء زادوا فقرا والأغنياء زاد غناهم، وأضاف أن الشعب كان مسامحا وكريما، رغم ما أصاب المنطقة، فقد خرج شبابه فى تظاهرات سلمية تعبر عنها شعاراتهم منذ ديسمبر الماضي، موضحا أن النظام ظل يردد الوعود الكاذبة حول مطالب الشعب السوداني. ودعا بن عوف للترحم على الشهداء وتمنى الشفاء للجرحى والمصابين، وأن يتحمل الشعب السودانى الإجراءات الأمنية المشددة. وأشار إلى أن اللجنة الأمنية حذرت من الأوضاع، وسوء الإدارة والفساد، لكن نظام البشير عاند كل ذلك وأصر على المعالجة الأمنية التى أدت إلى سقوط قتلى ومصابين. فرحة جماهيرية عارمة عقب إعلان عزل البشير - صورة من رويترز وفيما يلى نص البيان : بسم الله الرحمن الرحيم بيان رقم (1) قال تعالي: (وَأعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). الأية ( 103) آل عمران الحمد لله حمداً استلذ به ذكرى وله الحمد حمدا لا أحصى ثناء عليه ولاحصرا، ثم الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى أخرجنا من ظلمات الأنفس وضلالات الجهل وفاسد الإعتقاد وعلى آله وصحبه وسلم… الشعب السودانى الكريم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. لقد ظلت اللجنة الأمنية العليا المكونة من القوات المسلحة وقوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الدعم السريع، تتابع ومنذ فترة طويلة ما يجرى بمؤسسات الحكم بالدولة، من سوء الإدارة، وفساد فى النظم، وغياب عدلى فى المعاملات، وإنسداد للأفق أمام كل الشعب، خاصةً الشباب، فزاد الفقير فقراً، وزاد الغنى غني، وإنعدم حتى الأمل فى تساوي. الفرص لأبناء الشعب الواحد وقطاعاته المختلفة وعاش أفراد تلك المنظومة الأمنية ما عاشه فقراء الشعب وعامته رغم تعدد وتنوع الموارد التى تجود بها بلادنا، ورغم تلك المعاناة والظلم البائن والوعود الكاذبة فقد كان صبر أهل السودان فوق تحمل البشر، إلا أن هذا الشعب كان مسامحاً وكريماً ورغم ما أصاب المنطقة وبعض الدول، فقد تخطى شعبنا تلك المراحل بمهارة وحكمة أبعدت عنه التفكك والتشرذم والفوضى والإنزلاق إلى المجهول إلا أن شبابه خرج فى تظاهر سلمى عبرت عنه شعاراته منذ 19ديسمبر 2018 حتى الآن، حيث الأزمات المتنوعة والمتكررة والاحتياجات المعيشية والخدمات الضرورية، وذلك لم ينبه النظام بل ظل يردد الإعترافات المضللة والوعود الكاذبة ويصر على المعالجة الأمنية دون غيرها، وهنا تجد اللجنة الأمنية العليا لزاماً عليها أن تعتذر عما وقع من خسائر فى الأنفس فتترحم على الشهداء وتتمنى الشفاء للجرحى والمصابين سواء من المواطنين أو الأجهزة الأمنية، إلا أن كل منسوبى تلك المنظومة الأمنية حرصوا كل الحرص على إدارة الأزمة بمهنية وكفاءة وإحترافية رغم بعض السقطات. جماهير شعبنا الكريم لقد تابعتم ومنذ السادس من أبريل 2019م ما جرى ويجرى بالقرب وحول القيادة العامة للقوات المسلحة وما ظهر من بوادر إحداث شروخ فى مؤسسة عريقة نبهت به اللجنة الأمنية العليا برئاسة الدولة، وحذرت من خطورته وظلت تكرر وتضع البدائل وتطالب بها حتى اصطدمت بعناد وإصرار على الحلول الأمنية، رغم قناعة الكل بتعذر ذلك واستحالته وكان تنفيذ هذه الحلول سيحدث خسائر كبيرة لا يعلم عددها وحدودها ونتائجها إلا الله، فقررت اللجنة الأمنية العليا وقواتها المسلحة ومكوناتها الأخرى تنفيذ ما لم يتحسب له رأس النظام، وتحملت المسئولية الكاملة بتغيير كل النظام لفترة إنتقالية لمدة عامين، تتولى فيها القوات المسلحة بصورة أساسية وتمثيل محدود لمكونات تلك اللجنة مسئولية إدارة الدولة والحفاظ على الدم الغالى العزيز للمواطن السودانى الكريم، وعليه أعلن أنا وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية العليا اقتلاع ذلك النظام والتحفظ على رأسه بعد اعتقاله فى مكان آمن. كما أعلن الآتي: أولا: تشكيل مجلس عسكرى انتقالى يتولى إدارة حكم البلاد لفترة إنتقالية مدتها عامان. تعطيل العمل بدستور جمهورية السودان الانتقالى لسنة 2005. إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءً إلى الرابعة صباحاً. قفل الأجواء لمدة أربعة وعشرين ساعة والمداخل والمعابر فى كل أنحاء السودان لحين إشعار آخر. حل مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين وحل مجلس الوزراء القومى على أن يكلف وكلاء الوزارات بتسيير العمل. حل المجلس الوطنى ومجلس الولايات. حل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية وتكليف الولاة ولجان الأمن فى أداء مهامهم. يستمر العمل طبيعياً بالسلطة القضائية ومكوناتها، وكذلك المحكمة الدستورية والنيابة العامة. دعوة حاملى السلاح والحركات المسلحة للانضمام لحضن الوطن والمساهمة فى بنائه. المحافظة على الحياة العامة للمواطنين دون إقصاء أو إعتداء أو إنتقام، إو إعتداء على الممتلكات الرسمية والشخصية وصيانة العرض والشرف. الفرض الصارم للنظام العام ومنع التفلت ومحاربة الجريمة بكل أنواعها. إعلان وقف إطلاق النار الشامل فى كل أرجاء السودان. إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً. تهيئة المناخ للانتقال السلمى للسلطة وبناء الأحزاب السياسية وإجراء إنتخابات حرة نزيهة بنهاية الفترة الإنتقالية ووضع دستور دائم للبلاد. ثانياً: الإلتزام بكل المعاهدات والمواثيق والإتفاقيات بكل مسمياتها المحلية والإقليمية والدولية. استمرار عمل السفارات والبعثات والهيئات الديبلوماسية والمنظمات. صون وكرامة حقوق الإنسان. الالتزام بعلاقات حسن الجوار. الحرص على علاقات دولية متوازنة، تراعى مصالح السودان العليا وعدم التدخل فى شئون الدول الأخري. ثالثاً الإجراءات: تأمين الوحدات والمناطق الحيوية والجسور وأماكن العبادة. تأمين واستمرار المرافق والاتصالات والموانئ والحركة الجوية. تأمين الخدمات بكل أنواعها. رابعاً: شعبنا الكريم ونحن فى المجلس العسكرى الإنتقالى إذ نتحمل هذه المسئولية نحرص على سلامة المواطن والوطن ونرجو أن يحمل معنا المواطن المسئولية ويتحمل بعض الإجراءات الأمنية المشددة شراكةً منه فى أمن وسلامة الوطن. عاش السودان وشعبه الكريم.