كنت مؤمنا وما زلت بدور القوى الناعمة فى دعم مكانة مصر فى الإقليم، ومن بين مصادر تلك القوة تربعت السينما أكثر من 100 عام تلهب مشاعر الناس وتعبر عن أحاسيسهم وتقدم لهم نموذجا بعد نموذج من نساء ورجال أفنوا حياتهم فى هذه المهنة، التى يلعب الخيال من خلال الصورة دورا كبيرا فيها، وهذا الأسبوع تلقيت الدعوة من الدكتور محسن التونى عميد معهد السينما لزيارة المبنى الجديد للمعهد الذى اكتمل وسيتم افتتاحه فى سبتمبر المقبل، وهو مبنى على أعلى المستويات الفنية العالمية يحتوى على 3 بلاتوهات للتصوير ونحو 46 قاعة للمحاضرات بخلاف قاعات للسينما وهو ما يمنحنا الأمل فى تجديد شباب هذه المؤسسة العريقة التى قدمت لمصر وللعالم العربى أهم المخرجين والفنانين والفنانات ومديرى التصوير والآلاف من الشباب الذين يعملون خلف الكاميرات فى كتابة السيناريو والمونتاج .. إلخ. ما لا يعرفه الكثيرون أن مصر تمتلك قوة ضخمة تتمثل فى شباب يعملون فى مجال الدراما والسينما تصل أعدادهم إلى مئات الآلاف يعشقون هذه المهنة ولديهم الموهبة والقدرة على تقديم فن درامى وسينمائى يؤهل مصر مرة أخرى لكى تكون قبلة العالم العربى فى مجال السينما، هذه صناعة يمكنها أن تحقق لمصر دخلا كبيرا وأعدادا أكبر من السياح فى حال تطوير جميع المناطق والحدائق المحيطة بمقر الأكاديمية، وهى ليست بعيدة عن أهرامات مصر العظيمة ويمكنها أن توضع على جدول برامج السياح، كما حدث معنا حين زرنا استوديوهات يونفرسال فى لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا. تطوير تلك المنطقة سوف ينقذها من الوقوع فى براثن العشوائية وسوف ينهض بصناعة السينما وسوف يضيف إلى مصر قوة ناعمة طالما كانت فى أحضانها. لمزيد من مقالات جمال زايدة