على طريقة غادة والي.. فنانة دانماركية تتهم مها الصغير بسرقة لوحاتها    محافظ سوهاج يتفقد الوحدة الصحية بقرية إدفا ويوجه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتغيبين    كاتس: نشن عملية "الراية السوداء" لمعاقبة الحوثيين في اليمن    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غزة: نرفض الإدعاءات الأمريكية باستهداف مؤسسة الإغاثة الإنسانية.. إيران: عدوان إسرائيل يحمل عواقب وخيمة على السلام عالميا.. ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على إنهاء الحرب    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مواقع تابعة لحزب الله في لبنان    وزير خارجية فرنسا ل نظيره الإيراني: نطالب بالإفراج الفوري عن مواطنينا المحتجزين    تصعيد دموي في غزّة والضفة: عشرات الشهداء وعين على مفاوضات الدوحة    الجيش الإسرائيلي يستهدف سفينة احتجزها الحوثيون قبل عامين في اليمن    الأهلي ينتظر وصول عرض رسمي يتخطى ال10 مليون دولار للموافقة على بيع وسام أبو علي    إنبي يوضح موقف عبد الناصر محمد بعد انتقاله للزمالك    سلة الاتحاد السكندرى تتعاقد مع أحمد عزب لمدة 3 مواسم    خالد الغندور: الزمالك يقترب من الحصول على خدمات محمد ربيعة    قبل جوتا.. 4 أندية تقرر حجب رقم قميص لاعبها    تطبيق بند ال8 سنوات.. "شباب النواب" توافق على تعديلات قانون الرياضة نهائيًا    سرقوا توكتوك وصاحبه تحت الإكراه .. محاكمة لصوص مدينة نصر أمام الجنايات    وفاة فتاة عشرينية متأثرة بإصاباتها في حادث طريق "بلبيس - مسطرد"    3 قرارات عاجلة من النيابة بشأن واقعة فيديو الجيزة المثير للجدل    ضبط سائق نقل ترك الرمال تتناثر من سيارته على الطريق الدائري بالقاهرة.. فيديو    مي عمر جريئة و سارة سلامة داخل سيارتها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    25 صورة من عزاء المطرب الشعبي أحمد عامر    يوتوبيا: قصة المدينة الفاضلة التي وُلدت كبديل للطغيان والفساد    وول ستريت جورنال: مفاوضات حاسمة بشأن الانتشار الإسرائيلي بغزة وآلية إيصال المساعدات    تعرف على مواصفات اختبارات القدرات 2025 بكلية الفنون الجميلة    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الإثنين 7 يوليو 2025    يتحدث 5 لغات واهتم بمتابعة الأهلي.. 20 معلومة عن يانيك فيريرا مدرب الزمالك الجديد    بيراميدز: نسعد بالتعاون مع جميع الأندية.. ونبحث عن مصلحتنا أولا    سعر الذهب اليوم الإثنين 7 يوليو محليا وعالميا في الصاغة.. عيار 21 الآن بعد الزيادة الأخيرة    "سينما 30" و"مرسل إلى" يحصدان أفضل عرض بالمهرجان الختامي للفرق المسرحية    إدوارد يكشف عن إصابته بالسرطان    اختراق وآلام شديدة.. أطباء يستخرجون «ثعبانا» من بطن مريض (صورة)    وليد سعد: لحنت أغاني مؤثرة في مشوار عمرو دياب ومبسوط بنجاح «هلونهم»    3 أبراج تعرف بالتأخير في المواعيد.. هل أنت منهم؟    «لها حدود وضوابط».. أمين الفتوى: لا يجوز الوصية بكل المال إذا كان للموصي ورثة    أمين الفتوى: يجوز التبرع بنفقات العمرة لشخص.. وهذا من أبواب البر والإعانة على الخير    أمين الفتوى يوضح حكم إخفاء معلومات عن شريك العمل: خيانة للأمانة ومخالفة شرعية (فيديو)    سفير أنقرة: ندعم الاستثمارات التركية و500 فرصة عمل جديدة فى مجال المنسوجات    تجهيز مركز طب أسرة الزهراء بطور سيناء استعدادًا لبدء التشغيل (صور)    تأثير التونة على الكوليسترول- تزيده أم تخفضه؟ "فيديوجرافيك"    صحافة مواطن| قصة النجمة الثانية عشرة    طقس الإسكندرية غدا.. شديد الحرارة مع ارتفاع نسبة الرطوبة    إصابة طالب جامعي سقط من القطار في سوهاج    الموعد الرسمي لصرف مرتبات يوليو 2025 بالزيادات وجدول الحد الأدنى للأجور    طرح 101 ألف وحدة في «سكن لكل المصريين» غداً.. شقق بمقدم 50 ألف جنيه    فرقة الشباب تفتتح حفل ختام الدورة 47 للمهرجان الختامى لفرق الأقاليم    أسعار شرائح الكهرباء بنهاية العام المالي 2024/25    وزير خارجية إيران يبحث مع نظيره الفرنسي هجوم إسرائيل وأمريكا على طهران    بسبب خلافات بينهم.. الإعدام شنقاً للمتهم بقتل نجلي عمه في الشرقية    وظائف جديدة في محافظة القاهرة (الشروط والمستندات)    أمين الفتوى: 6 حالات توجب الغُسل على المرأة.. 3 منها مشتركة مع الرجل و3 تختص بها النساء    نقيب المعلمين يفتتح دورة تدريبية حول "استراتيجيات الأمن القومي" بالإسكندرية    دعاء السفر.. اللهم احفظنى فى سفرى وارزقنى السلامة    بعد امتلاء البحيرة، باحث بالشأن الإفريقي يكشف: إثيوبيا تملأ خرانا جديدا مع سد النهضة    محافظ الدقهلية يوجه بسرعة الانتهاء من تطوير كورنيش شربين على النيل    ما موقف طالب الثانوية العامة المتخلف عن موعد أداء اختبارات القدرات 2025؟    إعدام 13 طن أغذية فاسدة خلال حملات رقابية مكثفة بالمنيا    19 مرشحًا لانتخابات مجلس الشيوخ يخضعون للكشف الطبي في أسيوط    "معلومات الوزراء" يكشف تفاصيل أول جهاز تنفس صناعي مصري    الصحة تنظم برنامجا تدريبيا في أساسيات الجراحة لتعزيز كفاءة الأطباء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد خالد توفيق.. رحلة «طنطا-القاهرة» أعادت الشباب إلى أحضان الكتب
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 04 - 2019

حكاية استثنائية فى تاريخ الحركة الثقافية المصرية، عاشها جيلان متعاقبان من الشباب، بدأت من طنطا وارتبطت باسم أحمد خالد توفيق، وتردد صداها طوال حقبة التسعينيات وبدايات الألفية الجديدة، ويبدو تأثيرها مازال ممتدا لا ينقطع حتى بعد رحيل صاحبها عن دنيانا.
»توفيق« الذى نجح فى حصد جماهيرية جارفة، تحتاج الكثير من الاستغراق فى دراستها، محققا أرقام مبيعات قياسية غير مسبوقة لكتب الجيب، فتحت الطريق لعلاقة وثيقة ما بين الكتب والشباب فى مصر خلال مرحلة حساسة كانت تشهد نموا مطردا للاتصالات وعناصر الإبهار البصرى المتعددة، التى يبدو أن «توفيق» كان مدركا لخطورة جاذبيتها على عقول الشباب، فجاءت انتاجاته الأدبية لتنجح أن تخطف مساحة حقيقية فى أفئدة الجيل الصاعد بالشكل الذى جعل من هؤلاء الشباب يقفون بعد رحيل صاحب «فانتازيا» بما يزيد على عام، حاملين رسائل محبتهم إلى قبره.
رحلة أحمد خالد توفيق، المولود فى يونيو 1962 فى طنطا، كانت مثيرة، بعد تخرجه فى كلية الطب عام 1985م، تقدم للعمل فى المؤسسة العربية الحديثة عام 1992م، ككاتب رعب لسلسلة تحمل عنوان «ما وراء الطبيعة»، وكان أول الكتب التى تقدم بها يحمل عنوان «أسطورة مصاص الدماء»، وهو العمل الذى لم يتم قبوله، الناشر حمدى مصطفى عرض عمل «خالد توفيق» على لجنة أخرى كانت تضم شريك رحلة التأثير فى أجيال الشباب د.نبيل فاروق، الذى أكد ترابط أسلوب توفيق وجمال حبكته الروائية، مما فتح الطريق لخروج السلسلة إلى النور، لتحصد نجاحات كبيرة طوال حقبة التسعينيات.
نجحت (ما وراء الطبيعة) تلك السلسلة الناجحة بمصاحبة بطلها الساحر العجوز «رفعت إسماعيل»، فى لفت انتباه القراء لأحمد خالد توفيق وقدراته على كتابة أدب الرعب، فجاءت بعد ذلك الخطوة التالية مع سلسلة «فانتازيا» وهى السلسلة التى قدم من خلال بطلتها «عبير» رحلة ممتعة للشباب وسط العوالم الأدبية المختلفة، من أول أجاثا كريستى وحتى عالم ديزني، مرورا بكل مدارس الأدب العربى الجذابة، أظهرت «فانتازيا» خطة أحمد خالد توفيق على تفتيح وعى الشباب على القراءة وفتح الطريق لإدراكهم أمام سحر وجاذبية الأدب، كما أن القدر الهائل من المعلومات التى كان يعمل «توفيق» وإلى جواره «نبيل فاروق» فى نفس سلاسل روايات مصرية للجيب، كان بالغ الأهمية فى إيجاد بيئة متكاملة تساعد على تهيئة الشباب لدخول مستويات أخرى من القراءة، بل والكتابة احيانا، فوسط هؤلاء القراء خرج الكثير من نجوم الكتابة فى عصرنا الحالي.
أحد أبرز تلاميذ «توفيق»، أحمد صبرى غباشي، قال وقت رحيل توفيق: إنه تعهد جيلنا كله، وأجيالا سبقتنا وأخرى تبعتنا بالرعاية، وأحاطنا بالحب والدعم كأبٍ حقيقي، فأخذ بأيادينا وحملنا على كتفيه كى يرينا العوالم الجديدة التى اكتشفناها من خلاله لأول مرة، كى يطلعنا على عالمنا الخاص، ويداعبنا بالحقائق، ويُضحكنا على أنفسنا وعلى العالم، مات جسده.. لكنه حيٌ فينا، وفى علاقات الحب، وعلاقات العمل، وعلاقات الصداقة التى نشأت من خلاله، وفى المجتمعات الشبابية الصغيرة التى تشكّلت واجتمعت على عباراته.
«نورا ناجى» بنت طنطا، وصاحبة رواية «بنات الباشا» التى وصلت للقائمة القصيرة لجائزة ساويرس منذ شهور، قالت «الأهرام» تأثير «توفيق» فى الكتابة يمكن أن نحصره فى كونه مصدراً ضخماً للمعلومات، كان يفتح لنا آفاقاً على العالم بكل ما تحويه الكلمة من معان، أتعجب ممن يقولون أن تأثيره كان ساما، أو أن الكتّاب من مريديه تأثروا بأسلوبه لدرجة التماهي، لدرجة أنهم فشلوا فى ابتداع كيان مستقل، لكن الحقيقة أن هذا غير صحيح، ربما يحدث ذلك بالفعل فى البدايات، أول مرة نمسك فيها قلما أو نفكر فى كتابة قصة، لكن بعد ذلك، يأخذ الكاتب الحقيقى مساره ويعرف طريقه، ويظل فى عقله الباطن كل المعلومات التى منحها إيانا هذا الرجل، سواء فى المناقشات معه أو ضمن رواياته وكتبه.
الكاتب الصحفى محمد توفيق قال ل«الأهرام»: إن أحمد خالد توفيق، إنشأ جيلا كاملا، من الكتاب والقراء يطلق عليهم أبناء أحمد خالد توفيق، ونجح فى إيجاد منظومة كاملة، وهو كاتب مركزى خرج عليه الشباب بطريقة منظمة وأصبحوا مريدين له، وانه نجح فى وقت كان الكتاب يفقد الكثير من الرواد فى مرحلة عمرية معينة أن يعيد هؤلاء الشباب لأحضان القراءة بجاذبية أعماله، وعادت معه أيضا فكرة أن تكون وفاة الكاتب حدث جلل، أعادها أحمد خالد توفيق، كما أن أكبر تأثير صنعه أنه أعاد للكاتب وزنه وقيمته، و أن يكون الحزن عليه عموميا وشخصيا، وهو ما تحقق فى جنازته الجماهيرية فى طنطا، وربما لو كانت جنازته فى القاهرة كانت ستخرج مثلها مثل جنازة عبد الحليم حافظ، أو غيره من المشاهير، وأن »توفيق« نجح فى أن يكون صانعا لكتاب كثيرين قبل ان يكون كاتبا له مريدون من القراء.
«أحمد خالد توفيق» لم يقتصر انتاجه على أدب الرعب أو سلسلة فانتازيا وروايات الجيب، بل ترجم العشرات من الروايات إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى بعض الإصدارات على الشبكة العنكبوتية، كما كان يكتب فى مجلة الشباب التابعة لمؤسسة الأهرام قصصا فى باب ثابت تحت عنوان «الآن نفتح الصندوق»، ومع تصاعد دور الإنترنت فى حياة المصريين، تجمع محبو روايات مصرية للجيب، خلال ما أطلق عليه «منتديات روايات التفاعلية» وهى المكان الذى شهد تجمع صنع أول حالة لمجتمع ثقافى مصرى متكامل عبر الويب، ومن خلال هذا المنتدى خرج الكثير من الكتاب والقراء معا، تجمعوا فى محبة أحمد خالد توفيق ورفاقه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.