بمشاركة العديد من الوفود الدولية والقادة الأفارقة، أحيت رواندا أمس ذكرى مرور ربع قرن على الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها 800 ألف شخص معظمهم من أقلية التوتسي عام 1994 في كيجالي عاصمة روندا. وتمثل المراسم بداية أسبوع لتكريم الضحايا، حيث من المقرر أن يضع الرئيس بول كاجامي إكليلا من الزهور عند نصب جيسزوي حيث ترقد جثامين أكثر من ربع مليون شخص. وشارك مسئولون روانديون في«مسيرة« شعبية امتدت من البرلمان إلى الإستاد الوطني حيث تضاء الشموع ليلا تكريما للقتلى.وفي محاولة لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس أنه يعتزم أن يجعل 7 أبريل يوما لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا، في محاولة لتحسين العلاقات بين رواندا وفرنسا التي تتهمها السلطات الرواندية بالتواطؤ مع قبائل الهوتو المسئولة عن حملة الإبادة وحتى بالمشاركة فعليا في المجازر. وكان ماكرون قد تلقى دعوة لحضور مراسم إحياء الذكرى، لكنه امتنع عن المشاركة بسبب برنامج عمله، مما أثار خيبة أمل لدى الروانديين الذين كانوا يأملون فى أن يعتذر عن دور فرنسا في 1994.وأوفد الرئيس الفرنسي النائب إيرفيه بيرفيل، وهو يتيم من أقلية التوتسي تبنته عائلة فرنسية في 1994، ليمثله في هذه المراسم. وفي خطوة رمزية أخرى، أعلن ماكرون فتح كل الأرشيف الفرنسي«حول فترة 1990-1994» أمام المؤرخين، منفذا بذلك وعدا قطعه في مايو 2018 خلال لقاء مع الرئيس الرواندي بول كاجامي. ومن جانبه، أكد هيكو ماس وزير الخارجية الألماني إن الإبادة الجماعية في رواندا يجب أن ينظر إليها باعتبارها «تحذيرا للأجيال القادمة». وقال ماس من برلين :«كلنا نتحمل مسئولية الحفاظ على الذاكرة وبذل قصارى جهدنا للتأكد من عدم حدوث أمر مماثل مرة أخرى»،واصفا الإبادة الجماعية بأنها «جريمة ذات أبعاد لا يمكن تصورها». وأضاف أن المجتمع الدولي لم ير علامات التحذير من اقتراب حدوث الإبادة الجماعية في أوائل عام 1994، لكنه قال إن إجراءات الكشف المبكر عن الأزمات والوقاية منها تطورت بشكل كبير منذ ذلك الوقت.