منذ أيام جاءت جماعة أجنبية من جنسيات مختلفة وأقامت احتفالا كبيرا عند سفح الهرم وأقاموا طقوسا غريبة اعتبرها البعض مجرد تجمع سياحى وعشق أجنبى لأرضنا ولحضارتنا وتراثنا، ولكن الحقيقة أنها جماعة ليس لها أى علاقة بحضارتنا وبأجدادنا العظام، إنها جماعة «الأهراميون» الذين اعتادوا أن يأتوا إلى الهرم لممارسة شعائر دينية خاصة بهم، وهم خليط بين البوذية والزرادشتية والكنفوشية والوثنية. وتنقسم جماعة «الأهراميون» إلى عدة طوائف مثل «الصليب القرمزى» الذين بلغ عددهم عام 1992م فى أوروبا وأمريكا مليون شخص، وهم وإن كانت تسميتهم الصليب القرمزى ولكنهم ليسوا مسيحيين ولا علاقة لعقيدتهم بالمسيحية. وجماعة أخرى اسمها الرمز الواحد وقد بلغ عددهم مليونين ونصف المليون حول العالم. وجماعة الأطهار، وقد وصل تعداد «الأهراميون» عام 1995م فى كل العالم نحو ثمانية ملايين، وبالطبع قد زاد هذا العدد الآن. ويعتقد «الأهراميون» أن الذى بنى الهرم الأكبر ليس خوفو بل هو سويد بن سلهوق الحفيد الخامس لآدم، وأن تاريخ البناء كان بعد خمسمائة عام من الخليقة، وأنه كان يحكم مصر قبل الطوفان. وبالطبع هذه إحدى تخاريف العالم لبناء أهراماتنا، فمرة يدعى اليهود أنهم بناة الأهرام حتى إن مناحم بيجن حين زار مصر وقف أمام الأهرام وقال إن آباءنا بنوا هذه الأهرام. ومرة أخرى يردد البعض أن مخلوقات فضائية هى التى بنت الأهرام. وبالطبع هذه كلها تخاريف لأن تاريخنا الموثق والذى حفظته النقوش المختلفة تبين أن الأهرام إنجاز حضارى وهندسى لأجدادنا العظام فهى ليست مبانى عادية ولكنها كانت مقابر لملوك الفراعنة. والأهرام الثلاثة تطور لفكرة المقابر التى ينتظر فيها الميت حتى ميعاد البعث من جديد فبدأت بحفرة فى الأرض، ثم حجرة، ثم غرفة تعلوها مصطبة، ثم الأهرام فى صورتها البدائية التى صممها ايمحوتب وزير الفرعون زوسر فى الأسرة الثالثة، ثم محاولة أخرى ل «سنفرو» فى الأسرة الرابعة فى دهشور، ثم أخيرا المهندس حم ايونو الذى أنشأ الهرم الأكبر للفرعون خوفو. والأهرام مشيدة على ثلاثة عشر فدانا، وتم بناؤها فى عام 2550 ق.م، أى قبل دخول اليهود إلى مصر بنحو 1200 عام. وانتشار الأهرام الأخرى فى مصر وتطورها يؤكد أنها فكرة مصرية خالصة. ونعود إلى هذه الجماعة فطائفة الصليب الوردى أو القرمزى علاقتهم بكلمة الصليب ترجع إلى أنهم يعتقدون أن جسم الإنسان يمثل الصليب، والوردة تمثل روحه. وأن هناك قوة خفية فى أماكن معينة من جسم الإنسان يعملون على تنميتها ببعض الطقوس الغريبة والسرية. وفى عام 1964م رصدت مصر طقوس هذه الجماعة وكان معهم شخص مصرى قُبض عليه، واعترف فى التحقيقات بأن جماعته تسمى «الصليب الوردى» ولديها 765 فرعا فى جميع أنحاء العالم. وهى جماعة سرية تعتبر الهرم هو مركز عباداتهم لأنه يحتوى على قوة روحية كبيرة، وأن الجماعة لها أتباع فى مصر ويتلقون رسالة أسبوعية من المركز الرئيسى للجماعة فى كاليفورنيا، ويحافظون على سرية عقائدهم ويؤمنون باتصال الأرواح فيما بينهم. والجماعة الأخرى من «الأهراميون» هى جماعة الرمز الواحد ويقولون إن الديانات كلها لها عمق واحد بوذا وكريشنا، هما تجليات السيد المسيح على الأرض. وكما ولد المسيح له المجد من العذراء هكذا بوذا، بل إن الروح القدس حل أيضا على أمه لتلده. فهو أى بوذا نزل من السماء إلى بطن أمه، وولد أيضا فى 25 ديسمبر، وظهر أيضا نجم عند مولده، وتكلم فى المهد وهو صبي، وخشى الملك جمارا على ملكه من بوذا فحاول قتله فهربت به أمه بعيدا. إلى هذا الحد ينسجون الأساطير التى يحاولون أن يقنعوا بها عقول غير المتعمقين والجهلاء بالتاريخ والكتب المقدسة بأن بوذا وكريشنا هما تجليات السيد المسيح، بل وله نفس القصة ليؤمنوا بأن الديانات كلها واحدة وتمحو العقائد والرسالات الخاصة للديانة. فيقولون عن كريشنا أيضا إنه أحد تجليات المسيح ولكنه انبثق من الإله براهما رب الأرباب فى الديانة الهندوسية، وهو أيضا ولد من عذراء، وعند ميلاده ظهر نجم وانشدت الملائكة وآمن الناس به واعترفوا به إلها وقدموا له هدايا، بل وصل بهم التطرف أنهم قالوا إن البعل هو أحد الآلهة عند الكنعانيين والفينيقيين وهى عبادة وثنية خالصة ويستخدم فيها السحر وأعمال الشياطين، وقد حذر الرب فى العهد القديم من أن يدخلوا عباداته إلى أورشليم لأنها وثنية شيطانية تقول هذه الجماعة إن البعل هو مسيح بابل القديمة، وأنه مات وقام من الأموات فى اليوم الثالث وأنه سيعود فى نهاية الزمان أيضا مثل المسيح. كل هذه التخاريف لكى ينسجوا عقيدة مقنعة لفكرة الرمز الواحد أو الديانة الواحدة والتى فيها حسب قولهم تختفى كل الحروب وكل الانشقاقات ويعيش العالم تحت ظل الرمز الواحد بالإخاء والمحبة. فاختلاف الديانات هو سبب الانشقاقات. والحقيقة أن كل هذه الجماعات السرية تدخل ضمن مخطط الماسونية العالمية التى تحاول أن تخلق عالما بلا حكومات أو دولا بحركات شعبية تعرف بالأناركية أو اللاسلطوية أو الفوضوية والتى حاولوا أن يدمروا الشرق الأوسط بما يسمونه الفوضى الخلاقة. والأناركية مصطلح يونانى أناركسيموس أى بدون حكام لكى يكون العالم دون ديانات خاصة ودون حكومات، وهذا لكى تتم السيطرة على العالم لتهيئة عصر جديد هو عصر المسيا اليهودى الذى حسب فكر الصهيونية العالمية هو عصر حكم اليهود للعالم تحت قيادة المسيا المنتظر. وحتى يتم هذا لابد من تهيئة العالم بمسح الهويات الدينية والسياسية، ويجندون لهذا المخطط مفكرين وفنانين وسياسيين، وينفقون أموالا باهظة لتحقيق مخططهم، ولكن إيماننا بالرب دائما أنه ضابط الكون ولا يسمح أبدا لمثل هذه المخططات الشيطانية أن تنجح، ولكن علينا أن نتمسك بقيمنا الدينية والوطنية، ولنصرخ فى وجه الظلمة فتحدينا لهم هو ما يحيينا. لمزيد من مقالات القمص.أنجيلوس جرجس