شهدت الضفة الغربية أمس إضرابا عاما دعت إليه نقابات النقل الفلسطينية في قطاع المواصلات احتجاجا علي سياسات الغلاء ورفع أسعار الوقود التي تبنتها حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض منذ مطلع الشهر الحالي. وسادت حالة من الهدوء التام مدينة رام الله وسط الضفة الغربية, وأغلقت مجموعة من الشباب بإغلاق الطرق الشمالية المؤدية إلي رام الله من جهة بلدة بيرزيت, وأشعل محتجون إطارات السيارات وسط الشوارع في بلدة أبو قش التي يجتازها القادمون من شمالي الضفة الغربية إلي وسطها, في حين أغلقوا الطرق بالحاويات, وكذلك بالقرب من جامعة بيرزيت, كما تجمهر الشباب وأغلقوا الشوارع وحرقوا الإطارات بالقرب من مخيم الجلزون شمالي رام الله. وامتد إغلاق الشوارع إلي مناطق مختلفة في الضفة الغربية, حيث أغلق شبان محتجون مفترق رأس الجورة في المدخل الشمالي لمدينة الخليل( جنوبي الضفة الغربية) بالإطارات المشتعلة, إضافة إلي إغلاق مفترق التحرير في المدخل الجنوبي للمدينة, ومفترقي مخيمي العروب والفوار, وفي سياق متصل, أعرب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون عن اعتقاده بأن إسرائيل سترفض مطلب السلطة الفلسطينية بتعديل اتفاق باريس الذي يحدد العلاقة الاقتصادية بين الجانبين, وتحفظ أيالون في حديث إذاعي من هذا المطلب, معتبرا أن الاتفاق الاقتصادي مع الفلسطينيين مرتبط ارتباطا عضويا بالاتفاقات السياسية التي كانت ستوقع بين الجانبين إلا أنها لم تنجز بسبب الموقف الفلسطيني. وأضاف ايالون أنه لا مجال لتعديل اتفاق باريس ما دامت العملية السياسية تراوح مكانها وفي الوقت الذي تتراكم فيه الديون المستحقة علي الفلسطينيين لإسرائيل مقابل الكهرباء والوقود وغيرها فضلا عن استمرار النشاط الفلسطيني ضد إسرائيل في المحافل الدولية. وكان وزير الشئون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ, أكد أنه تم توجيه دعوة رسمية لإسرائيل لمراجعة اتفاقية باريس الاقتصادية وذلك بناء علي طلب الرئيس محمود عباس. وأضاف الشيخ أن هذا الطلب يعتبر مراجعة لكل الوضع الراهن بيننا وبين الإسرائيليين, وفي قطاع غزة, أصيب خمسة مواطنين بينهم طفلان بجراح مختلفة, فجر أمس, في سلسلة غارات شنتهما طائرات حربية إسرائيلية علي عدة أهداف في القطاع. وقال شهود عيان ان طائرات الاحتلال الحربية من طراز اف16 قصفت موقع تدريب للمقاومة قرب المدرسة الأمريكية, مما أسفر عن اندلاع حريق في الموقع, وأطلقت طائرات الاحتلال صاروخا واحد علي الأقل تجاه منطقة الجرادات الحدودية القريبة من معبر رفح مستهدفه نفق مما أدي لإصابة طفلين. وقامت شرطة حماس بإخلاء المنطقة الحدودية بعد تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي توعد قطاع غزة بعملية عسكرية ودفع ثمن صواريخ المقاومة.