«افتتح أمس حضرة صاحب الجلالة معرض الربيع» .. كانت هذه افتتاحية أول خبر عن معرض الزهور بجريدة الاهرام الصادرة في 19 مارس 1933، ومنذ هذا الوقت مازالت مصر تستقبل الربيع بمعرض للزهور والنباتات وكل ما يخص الزراعة يقام في حديقة الأورمان العريقة ولمدة شهر، يشغل هذا العام مساحة 14 فدانا وهي ما تقرب من نصف مساحة الحديقة ويستقبل ما يقرب من المليون زائر، عدد العارضين هذا العام بلغ 180 عارضا متجاوزا العدد في الأعوام السابقة. وحظي المعرض باهتمام كبير في عهد الأسرة العلوية حيث حرص افرادها علي زيارته كل عام لمشاهدة التطور في المنتجات الزراعية واستحداث أنواع جديدة من الخضار والفاكهة وتنوع صنوفها في مصر والصناعات الزراعية الجديدة التي لم تكن موجودة، يعرضها أفراد إلي جانب ما تعرضه وزارة الزراعة المصرية، من الأشجار والزهور المختلفة الاشكال والألوان. والاورمان كلمة تركية تعني الغابة، أنشئت في عهد الخديو إسماعيل سنة 1873 م علي غرار غابات بولونيا بباريس عندما شاهدها في احدي زياراته صممها المهندس الفرنسي ج. دليشفاليري ومعه كبير البستانيين المصريين السيد إبراهيم حمودة في ذلك الوقت، كجزء من قصر الخديو الذي عرف وقتها بسراي الجيزة وسميت «حديقة نباتات» وجلب إليها الأشجار والشجيرات والأزهار النادرة من مختلف أنحاء العالم، كما كانت توفر ما تحتاجه القصور الخديوية من فاكهة، وساهم الأمراء في ادخال وزراعة بعض النباتات الاجنبية التي كانت مزروعة وقتذاك بحدائقهم الخاصة، واحتوي التصميم ثلاثة أجزاء، الأورمان، والحرملك ويقع الآن في الجزء الغربي من حديقة الحيوان، السلاملك ويقع الآن في الجزء القبلي من حديقة الحيوان. واقتطع جزء منها عام 1890 لتحويلها إلي حديقة الحيوان، وظلت تابعة لقصر الخديو حتي عام 1910، وتسلمتها وزارة الزراعة عام 1917 وكانت تبلغ مساحتها 58 فدانا شاملة حديقة النباتات وحديقة الحيوان معا، وتقلصت المساحة إلي 28 فدانا عام 1938 مع تخطيط شارع الجامعة.