غذاء المستقبل

حدد خبراء الاقتصاد تعداد سكان العالم بما يقرب من سبعة مليارات نسمة، وأنه سيصل عدد سكان الأرض قرابة تسعة مليارات عام 2050، وهو ما يطرح مشكلات عالمية، فى مقدمتها عدم كفاية الغذاء المتاح لحاجة الشعوب، وتفشى المجاعات التى لن يفلت منها مجتمع من مجتمعات الأرض، وسيزداد فقراء الدول النامية فقراً، والسؤال: كيف يمكن إطعام هذا العدد من البشر؟، ويأتى الجواب العلمى: “وجبة شهية من الحشرات والعناكب”!
وفى عصر تتزايد فيه الحاجة إلى الطعام، صدرت بحوث من هيئات علمية مرموقة تؤيد إدخال الحشرات إلى سلة الغذاء العالمى من منطلق سد العجز الغذائى، وأن فى الحشرات بديلا يسهم بشكل مؤثر فى حل مشكلة نقص البروتين الناشئ عن عدم كفاية المصادر الحيوانية البرية والبحرية المتاحة حالياً ومستقبلاً، وفى الحقيقة نحن نأكل الحشرات، حيث يتناول البعض نوعا من الجبن القديم الذى كان يصنع فى الريف المصرى، وكان الذباب يضع بيضه عليه ، ثم يفقس البيض عن يرقات صغيرة بيضاء اللون معتقدين أن دود المش منه فيه! كما أننا نأكل بعض أنواع الحشرات وأجزائها، وأطوار نموها المختلفة فى طعامنا دون أن ندرى، فالشيكولاتة وزبدة الفول السودانى والقرفة تحتوى على أجزاء حشرية ليست ضارة بصحة الانسان، ويصعب التحكم فى منع وصولها إلى هذه المنتجات الغذائية، ويعدّ تناول الجراد المشوى غذاء شعبياً للبعض فى السعودية معتقدين أنه علاج لكثير من الأمراض، فضلاً عن فوائده الغذائية، ويبلغ سعر الكيلو جرام منه أضعاف سعر لحم الإبل صغيرة العمر!
والحشرات غذاء مفيد صحياً، وبحسب منظمة الأغذية والزراعةFAO ، تضم لائحة الحشرات الصالحة للأكل نحو 2000 نوع، ولعل أكثر الحشرات والعناكب شعبية فى العالم هي: الجداجد الحقيقية، والنمل ونطاطات الأوراق وباقة متنوعة من اليرقات مثل دودة موبان، ودود القز، وديدان الشمع، بالإضافة الى العقارب، وعناكب الذئب.
وقد ابتدع خبراء الطهو عدة أساليب لضمان عدم تقزز الناس من الحشرات عن طريق معالجتها، بحيث تأتى على صورة مسحوق أو صلصة، وبذلك أمكن توفير أكياس دقيق “البق النباتى”، وهى مزيج مكون من دقيق القمح والحشرات، ويقول البعض أن النحل لديه نكهة كنكهة الفول السوداني، والدبابير ويرقات الشمع لديها نكهة جوز الصنوبر، والخنافس لها نكهة التفاح، وديدان الصبار الحمراء طعمها حار.
والحشرات القابلة للأكل توفر بديلا مستداما للحوم، فهى مصدر غذائى صحي، تضم نسبة مرتفعة من البروتين والدهون المحتوية على أحماض دهنية غير مشبعة، لكن قيمتها الغذائية تختلف حسب أجناسها بحسب منظمة الأغذية والزراعة FAO، فهى توفر بروتينا عالى الجودة وعناصر مغذية على غرار اللحوم والأسماك، كما يمكن استغلال الحشرات لإطعام الحيوانات الأليفة والدواجن والمواشى والأسماك.
د. محمد على أحمد
أستاذ بزراعة عين شمس