بالرغم من أنها ليست القمة الأولى بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى وترامب حيث بات بين الرجلين كيمياء سياسية وتفاهمات لا متناهية وامتزاج لا حدود له بشأن علاقات البلدين وامكانية احداث قوة دفع جديدة للعلاقات الاستراتيجية بين القاهرةوواشنطن حيث حدث التوافق والتللاقىالسياسى منذ اللقاء الأول بينهم فى أروقة الأممالمتحدة عام 2016 ومن وقتها عادت العلاقات المصرية الأمريكية إلى سابق عهدها من حيث الخصوصية والنضوج وعصر الشراكات الاستراتيجية الاستثنائى دون بقية دول الإقليم حيث كانت مصر سباقة فى هذ الشأن لسنوات طويلة ممتدة منذ التسعينيات. ولذا تأتى هذه القمة السادسة المرتقبة فى البيت الأبيض والظروف والتطورات متقدمة متفاعلة بين البلدين حيث إنها ربما تكون القمةالأولى منذ عشرين عاما وأكثر التى يذهب فيها رئيس مصرى إلى واشنطن ويدلف إلى حجرة البيت الأبيض العتيقة الخاصة بالرؤساء والزعماء وهو الأكثر زهوا وافتخارا منتصب الرأس والقامة لتبلغ عنان السماء حيث لا يحمل فى حقيبته طلبات مساعدات عاجلة أو طلب عون أو دعم لمواجهة أزمات بلد كانت متفاقمة أو دور كان منقوصا ومتراجعا ومتقهقرا أو كان يخشى لائحة الاتهامات الأمريكية المبرمجة كل مرة. هذه المرة مختلفة وتلك القمة توحى بأن اللقاء المرتقب بين الرجلين سيكون من قماشة الأيام الإيجابية أكثر وأكثر حيث سيتعاظم ويتكرس حجم التعاون والتفاعل بكل إيجابية أكثر فى المسار الطويل لتاريخ العلاقات بين البلدين حيث السيسى صاحب التاريخ الممتد للسير فى حقل الألغام لنزع فتيلها وقهر التحديات بالإنجاز والمشروعات العملاقة والصروح التى باتت تغطى سماء الوطن مصر سيجد كل الأبواب والنوافذ مشرعة فى الولاياتالمتحدة والأحضان والتقديرات فى انتظاره دون قلاقل أو ملمات حيث تاريخه وسيرته وعطائه طيلة خمسة أعوام من إعادة بناء هذا الوطن يسبقه ومشروعاته وإنجازاته تتحدث عن نفسها قبل أن تطأ أقدام الرجل مطار إحدى القواعد الأمريكية فى واشنطن حيث سيكون الاستقبال حارا ممزوجا بالتقدير والإنجاز والعرفان لشخصه بعد أن فرض نمطا من العلاقات المتكافئة وحضورا وندية لبلاده عند مستويات ومطابخ صناعة القرار الأمريكى طيلة السنوات الماضية وأصبحت لديهم قناعة تلامس اليقين أن الرجل لم يعد صاحب مشروع أو أجندة خاصة لمشروعه وحكمه أو يمثل نفسه بل نموذج قيادى يمثل بلده وأمته وصاحب دور ومحرك رئيسى فى حركة البناء والتقدم فى بلده بدليل حجم إنجازاته فى وطنه مصر تمثل قدرات ونجاحات غير مسبوقة لم يستطع أن يحققها من سبقوه منذ 50 عاما. وبالتالى سيكون لقضايا الشراكة الاستراتيجية وتعميقها بين البلدين وتحفيز وتطوير قضايا العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية النصيب الأكبر والحضور الأوفر فى جلسات القمة الثنائية بين الرئيسين السيسى وترامب حيث الملفات فى هذه القضايا قد تم الانتهاء من إعدادها بعناية واهتمام بالغين وبدقة محكمة خلال الزيارة التحضيرية التى سبقت هذه القمة وقام بها لهذا الغرض أحد فرسان الدبلوماسية المصرية فى هذا العهد وهو وزير الخارجية سامح شكرى حيث مباحثاته مع وزير الخارجية الأمريكى بومبيو ومستشار الأمن القومى جون بولتون وكبار مساعدى الرئيس الأمريكى وكبار رجال الكونجرس ورؤساء اللجان الرئيسية هناك وفرت حظوظا لا متناهية لهذه الزيارة وحصد نتائج متعاظمة، خاصة أن مصر هذه الأيام وفى تلك السنوات الماضية ليست مصر التى كانت قبل 30 يونيو فحاضرها ومستقبلها ليس كماضيها ويكفى شهادات الأممالمتحدة ومؤسساتها وهيئاتها المتخصصة فى مجال التمويل والتصنيف الاقتصادى والمالى والتجار. وبالتالى مجمل هذه النجاحات سترسم مستقبلا واعدا من التعاون وطلب المزيد من الشراكة بين القاهرةوواشنطن خلال أعمال قمة السيسى وترامب باعتبار النجاحات والتقدم الاقتصادى والتجارى ومناخات الاستثمار المتعاظم وحجم المشروعات وإعادة بناء مصر الحديثة التى يسابق فيها السيسى الزمن حاليا ستكون عاملا مغريا وتشكل محفزات أكثر حضورا للجانب الأمريكى ومؤسساته واقتصاده فى السوق المصرية ولذا أتوقع أن تثمر هذه القمة عن نتائج ومفاجآت وتفاهمات عديدة وكثيرة وإيجابية على المستويين الاقتصادى والعسكرى، وهذا ما خطط السيسى وقرر السفر لأجله لواشنطن ولقاء ترامب. وفى المقابل ستكون معركة مستقبل إقليم الشرق الأوسط وتوازنه ومعالجة أزماته وإطفاء نيرانه المتفجرة ونزع صواعق التفجيرات المتزاحمة فى صلب أعمال القمة المصرية الأمريكية حيث سيكون هذا هو الملف الثانى فى جدول أعمال القمع حيث لن تجد الإدارة الأمريكية الحالية ونزعات السيد ترامب الجامحة أفضل من الشريك المصرى ليهديها إلى بوصلة الصواب والتوجيه الأفضل حيث بات يعلم السيد ترامب وكل زعماء العالم وأوروبا والقوى الكبرى فى العالم أن هذا الوطن مصر ورئيسه هما رمانة ميزان الاستقرار وضبط الهدوء وإيقاع المشهدفى الشرق الأوسط لعدة أسباب باتت معلومة أن مصر ليست لديها أجندة خاصة لتصدير الإرهاب أو الفتن أو مشاريع تخريب وتدمير لدول الشرق الأوسط كما تفعل كل من تركيا وإيران وإسرائيل وحتى لاعبين صغار مثل قطر قرروا استخدام المال السياسى لإحراق الإقليم. ناهيك عن امتلاك مصر المزيد من حقائق القوة الشاملة سياسيا واقتصاديا الى حد ما وعسكريا وبتفوق بازغ لضبط إيقاع المشهد والحركة فى الإقليم، وبالتالى يمكن الرهان عليها أمريكيا ودوليا لمعالجة قضايا الإقليم المنهار وأوضاعه المتردية، فضلا عن ضرورة الاستماع الأمريكى لصوت العقل المصرى قبل التفكير الأمريكى فى طرح صفقة القرن، وكذلك الحال لمعاجة خطأ القرار الأمريكى بتكريس السيادة الإسرائيلية على الجولان.لكل هذا وغيره قرر السيسى الذهاب إلى واشنطن لبناء مسارات ومستقبل واعد وأكثر إنجازا وحركية للشراكة الاستراتيجية المصرية الأمريكية، وكذلك لإقليم الشرق الأوسط والبحث فى خطوات عملية وآليات تعاون ثنائى لإنهاء أزماته وإطفاء حرائقه المشتعلة، ووقف مواكب الغضب والنار فيه بإنهاء أسطورة خلايا وعصابات الموت الجوال من الإرهاب والإرهابيين. لمزيد من مقالات أشرف العشرى