تأتى القمة العربية فى تونس والعالم العربى يعيش فترة من أصعب فترات تاريخه حتى انه من الصعب تحديد أولويات القضايا التى ينبغى طرحها على القادة العرب..لا أدرى أين يتوقف أصحاب القرار أمام ما يحيط بالعالم العربى من الأزمات والانقسامات والمؤامرات.. لم يشهد العالم العربى من قبل حجم الانقسامات التى تعيشها الشعوب العربية ولا كل هذه الحروب ولا كل هذه المؤامرات الخارجية.. ماذا يفعل العرب فى الموقف فى سوريا ما بين أرض محتلة اغتصبت فى الجولان بقرار أمريكى ووطن تمزق فى الحروب الأهلية وبعد ذلك ما هو مصير سوريا الدولة والشعب والملايين من البشر الذين هاجروا إلى دول عربية أو أوروبية.. وقبل ذلك كله ماذا عن إعادة بناء سوريا وتعمير ما خربت الحرب خاصة أن الغرب الذى دمر كل شىء لن يتحمل شيئا فى فاتورة إعادة البناء.. إن العالم كله لم تعد لديه القدرة لأن يتحمل شيئا فى إعمار سوريا والجميع يعانى ظروفا اقتصادية وأمنية صعبة.. أمام القمة ما يحدث فى ليبيا الدولة الغنية التى تواجه الآن حربا وانقساما لا أحد يعرف مداه.. إن حالة الغموض التى تحيط بالأحداث فى ليبيا تطرح أسئلة كثيرة خاصة أن هناك أطرافا كثيرة لها مصالح وأهداف فى البترول الليبى، كما أن إعادة تعمير ما خربت الحرب سوف يبقى سؤالا أمام العالم كله.. أمام القمة أيضا ما يحدث فى اليمن من صراعات دمرت كل شىء ولا أحد يعرف متى تنتهى الحرب وهى كل يوم تزداد اشتعالا.. وأمام القمة محنة غزة والعدوان الإسرائيلى الذى لا يتوقف على الشعب الفلسطينى، إن العرب يجتمعون فى تونس وهناك ملفات كثيرة غائبة لا أحد يعلم عنها شيئا.. إن صفقة القرن التى تدبرها أمريكا مع إسرائيل تؤكد أن الجميع يواجه الكارثة لأن قضية فلسطين لن تكون القضية الوحيدة فى المشروع الأمريكى الإسرائيلى فى المنطقة هناك أطراف كثيرة أخرى تنتظر مصيرها.. وسط هذا كله يظل الموقف فى العراق أمام أطماع تركية إيرانية واحتلال أمريكى وفى ظل انقسام عربى تبقى أزمة الموقف القطرى من أخطر التحديات التى تواجه القمة العربية.. إنها مأساة القرن وليست صفقة القرن. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة