بعد خروجه منتصرا من معركة تحقيق «مولر»، اعتبر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس أن التحقيق حول احتمال وجود روابط بين حملته الانتخابية عام 2016 وروسيا بمثابة «خيانة عظمى».وقال ترامب فى حديث لقناة «فوكس نيوز» إن التحقيق الذى خلص إلى عدم وجود أدلة على تعاون حملته مع موسكو، كان «حقبة شديدة السواد». وبدا ترامب وكأنه يهدد بمعاقبة من يعتبرهم وراء إطلاق التحقيق، قائلا : «يجب ألا نسمح أبدا بتكرار أعمال الخيانة العظمى هذه مع رئيس آخر، لقد كانت محاولة للسيطرة على حكومتنا وبلدنا، وهى عملية سيطرة غير شرعية»، ولكنه لم يحدد الكيفية التى قد يمنع من خلالها فى المستقبل إجراء تحقيق فى ظروف مماثلة مرة أخرى ، مكتفيا بقوله «نأمل ألا يفلتوا من هذا الأمر».واعتبر ترامب أنه لو خضع رئيس ديمقراطى لتحقيق مماثل لجاء رد الفعل عنيفا» ولكان هناك 100 شخص فى السجن اليوم، واعتبر الأمر خيانة عظمى، ولكانوا قبعوا فى السجن بقية حياتهم». ومن ناحية أخرى، رفض أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون فى الكونجرس أمس مقترح الرئيس الأمريكى بتقليص ميزانيتى العمل الدبلوماسى والمساعدات الخارجية ووصفوه بأنه خطر على الأمن القومي، مما يمهد الساحة لمعركة جديدة على الميزانية مع البيت الأبيض.وخلال جلسة استماع بمجلس النواب لمناقشة الطلب، قال النائب الديمقراطى إليوت إنجل رئيس لجنة الشئون الخارجية إن مقترح ترامب «ميت» بمجرد وصوله إلى الكونجرس.وأضاف «هذه الميزانية، مؤشر أمام العالم على أن سياسة ترامب الخارجية هى سياسة انفصال». وكان هال روجرز النائب الجمهورى البارز، وعضو اللجنة الفرعية المشرفة على نفقات وزارة الخارجية فى المجلس، قد وصف خطة الميزانية بأنها «غير كافية بشكل مؤسف» لتغطية أهداف السياسة الخارجية والأهداف الأمنية للإدارة الأمريكية. وقال إن المقترح يقلص ميزانية وزارة الخارجية وميزانية المساعدات بنحو 11 مليار دولار لتصبح 40 مليارا. كما انتقدت النائبة الديمقراطية باربرا لى طلب استقطاعات فى التمويل المخصص لعدد من الدول الإفريقية. وقالت إن ترامب يريد تقليص الدعم بنسبة 56% لغانا و33% لإثيوبيا و14% لموزامبيق و44% لجنوب السودان و71% لجنوب إفريقيا، وأغلب هذه التخفيضات فى التمويل الصحى على المستوى العالمي.ومن جانبه، دافع وزير الخارجية مايك بومبيو عن مقترح البيت الأبيض للميزانية الجديدة، قائلا فى تصريحات مكتوبة قبل جلسة الاستماع إن الميزانية تهدف إلى مضاعفة التمويل المخصص لمواجهة التهديدات المتصاعدة التى تمثلها الصين وروسيا للولايات المتحدة والغرب. كما دافع الجنرال توماس ولدهاوسر، قائد قيادة القوات الأمريكية فى إفريقيا، عن خطة وزارة الدفاع «البنتاجون» لتقليص القوات الأمريكية فى إفريقيا.وقال أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، إن الولاياتالمتحدة تحتاج لمستوى أعلى من الانخراط السياسى فى أفريقيا أكثر من حاجتها إلى زيادة أعداد القوات هناك.وجاءت شهادة ولدهاوسر ردا على تشكك النواب فى خطة البنتاجون لخفض أعداد القوات الأمريكية فى إفريقيا بنسبة 10% بحلول يونيو 2020 ، فيما أثار قلق بعض نواب الكونجرس بشأن تأثير ذلك الخفض على الجهود الأمنية الأمريكية فى إفريقيا و احتمالية إفساحها المجال أمام الحركات الإرهابية مثل داعش والشباب الصومالية لإعادة تنظيم صفوفها.