الصداقة من أسمى القيم الإنسانية، وبعيدا عن قيمة روابط الدم قد تكون أمتن وأبقي. وكما قال الأديب الكبير عباس العقاد «الأخ لا يكون أخا إلا إذا كان أخاً صديقاً» الصديق عندما يبوح لك بما فى داخله, لحظات ضيقه أو ضعفه لابد أن تحترم هذه اللحظات وتجلها، وإياك أن تتذكر ما قاله. والصديق الحقيقى ليس ضروريا أن يكون معك طوال الوقت فالأرواح المتآلفة تختصر المسافات والزمن. ألم يحدث مع أحدنا أن كان فى ضيق أو مشكلة عضال ووجد اتصالا أو زيارة من شخص قريب جدا إلى نفسه لمجرد الاطمئنان عليه. فالأرواح يا سادة تنقل ما يشعر به الأحبة فى الله وكأنهم يعيشون فى مكان واحد بل فى حجرة واحدة. فالحقيقيون جنود من الله لرعايتنا والتخفيف من آلامنا. ورغم ذلك هناك من يبيع مع أول اختلاف فى الرأى أو تعارض للمصالح وتصبح كل مفرداتك التى بُحت بها متاحة للقاصى والدانى وانت لا تدرى، يلوكها الكارهون وبقية المحبين يحاولون الدفاع عنك. .............. وكما قال الإمام على كرم الله وجهه «دع سرك بين اثنين نفسك وربك» من يبوح بأسرارك ليس صديقا ولا يرتقى إلى هذه المرتبة. افحص المحيطين ستجد بعضهم يلتصق بك من أجل تحقيق مصلحة، هنا ضعهم فى علبتك القطيفة بجوار الحائط حتى يلتقطهم غيرك ويذهبوا هم وصداقتهم الزائفة. وهناك من يحاول إرضاءك بكل السبل ويتحمل لحظات عصبيتك وأحيانا تهورك، إياك أن تفرط فى هؤلاء لأنهم هم الحقيقيون. لمزيد من مقالات عطية أبو زيد