منذ بدء الحرب على الإرهاب والأم تقدم ابناءها هدية ونحاول دائما تضميد جراحها وفى يوم عيدها نقول لها كل سنة وانت طيبة ونزيح الستار عن بعض جوانب عطائها لمصر. فى أجواء الأحتفالات بعيد الأم يجب ألا ننسى أمهات الشهداء فهن وسام على صدر الوطن وملحمة العطاء التى لا تسعها ولا توفيها صفحات من المجلدات عن تضحياتهن وبطولات أبنائهن فى مواجهة الارهاب و أعداء الحياة وفى خدمة الوطن والحفاظ على أمنه وسلامته. فاطمة فتحى والدة الرائد الشهيد محمد فاروق وهدان شهيد كرداسة تقول محمد هو الابن الأوسط بين ابنتى رشا، وأحمد. كان عمره وقت استشهاده 27 عاما فى عام 2013، كنت أقول له أخوك خطب وأنت لسه بتفكر ياحبيبى فى الزواج كان يقول أنا تزوجت الشرطة، وقبل وقت استشهاده بأيام كنا نستعد لاستقبال مولود رشا ومحمد قال اتركو لى اختيار اسم المولود وبعد استشهاده اخترنا أن يكون على اسم الشهيد كان محمد أجمل حاجة فى حياتى يتميز بالحكمة منذ صغره وكبير بأفعاله وتخرج عام 2007، وسافر فور تخرجه لقضاء الخدمة لمدة سنتين بقنا بصعيد مصر ، ومن كفاءته رجع على قسم الهرم ثم رئيس نقطة الرماية بعدها نقل الى المباحث بمديرية أمن الجيزة. وبعد فض اعتصام رابعة تم استدعاؤه من قبل أحد زملائه وكانوا محاصرين فى قسم كرداسة ولبى النداء وناشدته أنا ووالده بألا يذهب إلا انه رفض وتعمدت أن أكون معه حتى وهو يقوم بتغيير ملابسه، وكنت أنظر لوجهه وينظر إلى عيني، وشعرت بانقباض فى صدرى وأنا أردد ماتنزلش يا محمد، ويقول لا تخافى يا أمي. الحاجة عايدة والدة الشهيد محمد جمال هذا اليوم لم أتصل وتركت أخته وأخاه يتصلان به وكانت الساعة 10 صباحا، ووصل كرداسة وكانت الشوارع مغلقة بجذوع الأشجار وكلمه أخوه أحمد قال له أنا سامع ضرب نار وكانت المعركة شغاله قال له أجيلك، مؤكدا عليه لا تأتوا خلى بالك من نفسك وشغلك يا أحمد خلى بالك من ماما هذه كانت آخر كلماته، الساعة 2 ظهرا اتصل أخوه عليه وجد هاتفه مغلقا الخوف دخل قلبى وتوجه والده وأحمد وزوج ابنتى لقسم كرداسة والمجرمون حول القسم وعلموا أن جميع الضباط قتلوا داخله وظلوا يحاولون الدخول الى أن وجدوا محمد ملقى على الأرض و لا عربية أسعاف قادرة على نقلهم.. ولم يخبرنونى قالوا محمد نقل الى مستشفى الشرطة وتوجهت وكلى أمل أتمنى أن يكون مصابا بكسر فى يديه أو رجله سألت الدكتور قال لى محمد فاروق وهدان جاء ميتا فقد كان تقيا بنى ركنا للصلاة فى شارعنا بالهرم للناس محمد كان كل حياتى وعمرى بكائى ودموعى لم تجف غصب عنى حياتى توقفت وكل أسبوع أتوجه لزيارة قبره ببلدنا أشمون محافظة المنوفية، أجلس أمامه أكلمه بالساعات وحشتنى يامحمد وأذهب لأصلى فى مسجد ابنى الشهيد الرائد محمد فاروق وهدان الذى قمنا ببنائه على روحه الطاهرة. سوزان عبدالمجيد أم الشهيد إسلام مشهور أما الحاجة عايدة والدة المقدم محمد جمال تقول ابنى استشهد فى أحداث ميدان لبنان 18 أبريل 2014 كان عمره وقتها 37 عاما كان يعمل بمرور الجيزة وكان يؤدى عمله بمكتبه وقت أن أنفجرت قنبلة تم زرعها بجوار شباك نقطة مرور أسفل كوبرى ميدان لبنان كان يؤدى واجبه مع الناس بكل مودة ورحمة.. واتصلت بمحمد واتفقوا على حضوره عيد ميلاد ابنتها فى نفس اليوم ويومها فوجئت باتصال جيرانى لأن الداخلية أرسلت لى وكنت غير موجودة وأخبروهم بأستشهاد محمد ولم يخبرونى حتى جارتى منذ 30 عاما وهى تعتبر أمه الثانية انهارت وقالوا إنه مصاب وموجود بمستشفى الشرطة جريت فتحت التليفزيون وجدت صورته والبيان على الشاشة أنا راضية بإرادة الله طالما ربنا أخذ وديعته دائما أقرأ القرآن الكريم على روحه (ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) وأطلب من ربنا الصبر على مصيبتى أن الإنسان الذى تكون أعماله طيبة تظل ذكراه وسيرته وأعماله باقية محمد كان بيحب مصر وكان نفسه يلتحق بالخدمة العسكرية كان مجموعه كبيرا فى الثانوية يؤهله لكلية الهندسة وتقدم للكلية البحرية، ونجح فى القبول بكلية الشرطة وأنا قدمت له فيها عشان يبقى راجل أملى أن أرى ابنة محمد الوحيدة 10 سنوات حاجة كبيرة، ولقد كتب الأستاذ صلاح منتصر مقالا عنى تحت عنوان عايدة مصطفى سيدة مصر عقب احتفالات الشرطة وحفل تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى لى وأمهات الشهداء وسلم على وقبل رأسى وشكرته فى لحظة إنسانية لأنه يوجه التعليمات الى جميع مؤسسات الدولة بالعناية والاهتمام والأولوية فى كل شئ بأسر الشهداء والى الداخلية بالفعل هناك إدارة العلاقات الأنسانية مختصة بهم وتكريمهم وتقدم كل طلباتهم. سوزان عبد المجيد والدة إسلام محمد حلمى مشهور شهيد حادث الواحات تقول بداية أشكر السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى على تكريمه . الحقيقة إن كلامه الطيب ريح قلبى جدا وجدت فيه الأب الحزين على أولاده ونفسه يجيب حقهم قال لى مهما تطلبى لن أكفى ابنك الذى راح فداء للبلد وكان قد تم تكريمه من قبل وترقية إسلام عقب استشهاده فى أكتوبر 2017 من نقيب الى رتبه رائد. أنا لدى أحمد الكبير ضابط مقدم بالعمليات الخاصة، بعده رشا متزوجة من ضابط جيش وبعدها ريهام ليسانس حقوق وهى الأقرب منه والأصغر بسنة ونصف وكان إسلام عمره وقت استشهاده 27 عاما كان إسلام طول عمره بيحب مصر ويتمنى الالتحاق بكلية الشرطة وكان لكفاءته ينزل بصفة مستمرة مأموريات مهمة رغم صغر سنه وهو أصغر أبنائى وأقربهم لى كنا صديقين وأخوين أنا وحيدة لا يوجد لى أخوات خاصة بعد زواج كل أشقائه وكان يتمنى الشهادة وقالها لى قبلها مباشرة قلبه كان حاسس كنا نشاهد الآحداث وقتها والتليفزيون يعرض الضباط الشهداء عبرت عن حزنى عليهم قال لى ياماما ياريت أنى أموت شهيدا بالفعل كانت هى أمنيته على صفحته بالفيس بوك وكان يتأثر وزملاؤه عندما يستشهدون أمامه قلت ليه توجع قلبى بتزعلنى يا إسلام قال دول ربنا بيكرمهم وربنا أكرمنا معه لوحكيت العمر كله لن أوفيه حقه عن أخلاقه وحنيته وحب الناس والزملاء والجيران وجيراننا فى العمارة بيحكوا عن حيائه غير العادى وأخلاقه كان يسارع بحل جميع مشاكلهم فى صمت.. بعض المقربين لى قالوا إن إسلام جاء لهم فى الرؤية قال لهم أن يخبرونى بأنه كويس فرحان وسعيد كل سنة يقول لأخوته خلوا هديتى لماما انا هجيبها بنفسى آخر.. عيد هو أعطانى العيدية قال أحضرى كل ما فى نفسك.. أنا عايشة من أجل الدعاء له والده دائما يقول أنا أفتخر أن ابنى رجل أول شهيد فى حادث الواحات مات بشرف برصاصة فى صدره.