صراع طويل ودامٍ ذلك الذى نشب بين الهندوباكستان منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947. يحتشد بالدولتين ما يقرب من 20% من جملة البشر، وبغض النظر عن الثروة البشرية، فبالدولتين الكثير من الثروات الطبيعية المختلفة، ولهما موقع إستراتيجي مهم جعلهما مطمعا للمستعمرين والغزاة ومحترفى استنزاف الأمم. فعندما أنهى البريطانيون استعمارهم للهند عام 1947، لم يكونوا "طيبين" بالقدر الكافى؛ فقرروا مثلما حدث مع أغلب المستعمرات التى انسحبوا منها أن يتركوا نقطة نزاع وخلاف عميق وطويل الأمد، فخرجوا سريعا تاركين أزمة انتماء إقليم كشمير بلا حل. وكان من الطبيعى أن يدخل الطرفان صاحبا المصلحة فى نزاع حول الإقليم، وبمرور السنوات والعقود طال النزاع وزادت أعداد الضحايا وكثرت الدماء المهدرة نتيجة 4 حروب كبيرة بين الهندوباكستان، وحرب إضافية مع الصين. وفى 14 فبراير2019، قامت جماعة مصنفة كجماعة إرهابية لدى الهند ومحظورة فى باكستان بإعلان مسئوليتها عن هجوم فى كشمير أودى بحياة ما يقرب من 40 من قوات الأمن الهنود فى الشطر الذى تديره الهند من إقليم كشمير، وكان من المنطقى أن يتخذ الهجوم مبررا لإعادة إشعال النزاع بين الدولتين، وبالفعل ومنذ 26 فبراير تم شن غارة ونشبت مواجهات جوية بين الطرفين. سارعت دول العالم إلى التخفيف من حدة التوتر ووقف المواجهة المسلحة بين الطرفين لإدراك العالم خطورة نشوب نزاع مسلح بين دولتين مسلحتين نوويا. المفاجأة كانت محاولة بعض الدول تبرير استمرار الحالة العدائية، ولكن كانت الغلبة للمعسكر الأكبر والأقوى والأكثر حكمة، الذى طالب بضبط النفس ووقف المواجهة المسلحة. وتوقف القتال، وشرعت باكستان فى ملاحقة المُفجر الحقيقى للأزمة، والتزمت الهند بطريق الحكمة. الغريب فى الأمر أن الأزمة كشفت مشعلي الأزمات، ليس أمام الهندوباكستان فحسب، بل أمام العالم كله؛ فدول غربية كانت تشجع الضربات الاستباقية الهندية بينما هدفها الحقيقى عقد المزيد من صفقات السلاح مع الجانبين الهندىوالباكستانى!!، وبشرت صحافة إسرائيل بخير جديد قادم فى ظل حرب هندية باكستانية قادمة؛ حيث تستنزف موارد الدولتين فى أسواق السلاح، بل وأكدت دور وأهمية السلاح الإسرائيلى فى أى حرب واسعة النطاق بين الطرفين!!، ولا عجب فى ذلك لأن نصف صادرات إسرائيل من السلاح تتجه إلى الهند. لقد أصبح بيع السلاح ونشر الدمار هدفا لإثراء خزائن البعض.. إنه الوجه القبيح للعلاقات بين الدول. لمزيد من مقالات طارق الشيخ