حى ” الفلكى“ بالمنتزه هو أحد أحدث المناطق العشوائية التى ظهرت خلال الخمسة عشر عاماً الماضية ، تلك الرقعة السكنية الواقعة بالقرب من الظهير الريفى لحى المنتزه بتقسيماته الثلاثة «أول وثانى وثالث» استطاعت أن تبتلع كثافة سكانية كبيرة لفئة من الشباب محدودى الدخل أو ممن ينتمون إلى الطبقة المتوسطة وما دونها بسبب رخص أسعار الشقق السكنية بها و لاقترابها من مناطق وسط المدينة، حيث تصل حدودها التى أقرها الحى فى بياناته الرسمية الى شارع جميلة بوحريد وطريق العوايد وشارع مصطفى كامل وطريق نقطة الملاحة ، وقد أصبحت هذه المنطقة رغم عمرها القصير نسبياً تجسيداً حياً لأغلب مشاكل المناطق العشوائية من مشاكل فى الصرف الصحى ونقص فى الخدمات وشوارع متهالكة غير ممهدة وعدم وجود إضاءة أو أسماء لأغلب شوارعها وتفاقم مشاكل التوك توك والبلطجة، وزاد على ذلك مشكلة خطيرة وهى أن جميع مبانيها ذات ارتفاعات خيالية تصل الى 16 و17 دورا سكنيا مما يجعلها تحتل المرتبة الأولى فى عدد العقارات المائلة التى تضمها خاصة أنها ظهرت وقت تفاقم أزمة البناء المخالف. ويشير أحد التقارير الرسمية من الحى أعدها عادل حبيب مدير إدارة سابق بالحى إلى أنه تم رصد عدة عقارات مائلة وبحاجة ملحة لتدخل هندسى منها عقار بشارع 16 مع شارع 25الفلكى مكون من 14 دورا وبه ميل كبير وصل إلى مترونصف المتر وصدر بشأنه قرار رقم 40 لسنة 2016، بإزالة نصف أدواره لتخفيف الاحمال وكذا العقار رقم 27 بجوار 26 شارع الملك وصدر له قرار رقم 17 لسنة 2017 بهدم ثمانية أدوار وإخلاء السكان بعد حدوث ميل كبير به. ويقول حبيب إن أغلب عقارات هذه المنطقة تعانى من نفس المشكلة لأن الأرض التى أنشأت عليها لا تصلح لكونها أرضا زراعية رخوة لا تتحمل الإرتفاعات الكبيرة علاوة على أن مواد البناء التى يستخدمها المقاولون رديئة وغير مؤهلة لتحمل الارتفاعات الشاهقة . ويشاركه الرأى المهندس «طلعت فهمي» قائلاً إن طبيعة التربة بالإسكندرية تحتاج إلى معالجة خاصة مثل وضع خوازيق بكثافة معينة وعبر أعماق أكبر من المتعارف عليها خاصة مع الارتفاعات الشاهقة التى أصبحت أمرا واقعا. وقال أحد سكان المنطقة «محمد الشيمي» إن استخدام الطرق اليدوية فى وضع أساس العقارارات سبب رئيسى لظاهرة ميل العقارات وأكد أنه شاهد على بناء اغلب العقارات بتلك الطريقة وأن ذلك يؤدى إلى تحرك التربة وميل العقار بعد فترة قليلة . وأضاف أن الشوارع ضيقة للغاية بما يعرض العقارات المجاورة للخطر الشديد فى حال سقوط أوإنهيار أى عقار مائل ويطالب الشيمى ومجموعة كبيرة من الأهالى بضرورة تدخل الحى والمحافظة لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاه تلك العقارات وخاصة المخالفة. ومن جانبه يقول «حمدى شامة» رئيس حى المنتزه أول إن لجنة المنشآت الآيلة للسقوط تولى عناية خاصة بقضية العقارات المائلة على مستوى المدينة وليس حى الفلكى فقط مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه المنشآت أغلبها تم بناؤه بدون ترخيص ويقوم الحى كجهة إدارية بالتدخل بطريقة مرحلية فنضع فى اعتبارنا العقارات التى تمثل خطورة داهمة للتدخل الفورى مثلما حدث مع عقار منطقة العوايد منذ عام تقريباً ولكنه لم يكن مأهولاً بالسكان ،. وفى حال عدم موافقة السكان على تنفيذ الإخلاء والهدم أو الترميم نلجأ الى قاضى الأمور العاجلة ونستصدر أمرا قضائيا لتنفيذ الإخلاء الجبرى ويلفت شامة إلى أن منطقة الفلكى تعتبر منطقة غير مخططة ولا يمكن اعتبارها منطقة عشوائية تتفاقم فيها المشكلات كبقية العشوائيات. ويضيف شامة أن محافظة الإسكندرية اعتمدت المخطط الاستراتيجى وميزانيته لتطوير مناطق كثيرة بالمدينة ويلى تلك الخطوة اعتماد المخططات التفصيلية الخاصة بكل حى وسيساهم ذلك فى علاج بعض مشكلات التى تعانيها منطقة الفلكى وغيرها من مناطق داخل نطاق حى المنتزه .