* أرديرن تعترف: تلقيت بيانا من القاتل قبل وقوع المذبحة.. ولنا وقفة مع «فيسبوك» وسط أجواء حزن بالغ، تأهبت نيوزيلندا أمس لدفن ضحايا الهجوم الإرهابى على المسجدين بمدينة كريست تشيرش، حيث أعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن أمس أن السلطات ستبدأ تسليم أعداد محدودة من الجثث إلى الأسر لدفنها إلى أن يتم تسليم كل الجثث بحلول بعد غد، وذلك فى الوقت الذى شهدت فيه البلاد موجة تضامن من مختلف طوائف الشعب النيوزيلندى للوقوف بجانب أسر الضحايا ومساعدة الكثير من المسلمين الذين سيطرت عليهم مشاعر الخوف. وأعلنت السلطات ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابى إلى 50 قتيلا بعد عثور المحققين على جثة أخرى بأحد المسجدين، فيما كشفت قائمة بالضحايا الخمسين أن أعمارهم تتراوح بين ثلاث سنوات و77 سنة. وأعلن مايك بوش مفوض الشرطة أن الشرطة تتعاون مع اخصائى الطب الشرعى لإخراج الجثث فى أسرع وقت ممكن. وعلى صعيد متصل، أظهر الشعب النيوزيلندى أمس تضامنا ووحدة بين مختلف طوائفه وفئاته، إذ تم جمع ملايين الدولارات، والتبرع بالطعام الحلال، بل وحتى تطوع البعض بمرافقة المسلمين الخائفين الآن من السير بمفردهم فى الشوارع. وتجمع المسيحيون فى كرايست تشيرش للصلاة على الضحايا المسلمين فى كنيستهم التى يطلقون عليها اسم «كاتدرائية الكرتون» والتى شيدت بعد الزلزال عام 2011. وفى لفتة مؤثرة، لم تتمالك أرفع ضابطة مسلمة فى الشرطة النيوزيلندية، دموعها وهى تلقى كلمة بشأن ضحايا الهجوم. حيث أظهر مقطع فيديو الضابطة نايلة حسن، وهى تلقى كلمة أمام الآلاف فى أوكلاند قائلة «أنا فخورة بكونى مسلمة وقائدة فى الشرطة النيوزيلندية، وأنا أيضا مصدومة مما حصل». واستهلت كلمتها بتحية «السلام عليكم» ثم رددت عبارة «الحمد لله» ثلاث مرات وخفضت رأسها وهى تجهش بالبكاء.» ومن جانبها، أكدت رئيسة الوزراء ما أورده موقع إخبارى نيوزيلندى حول إرسال منفذ الهجوم بيانا لمكتب رئاسة الوزراء بشأن جريمته قبل دقائق من تنفيذها. وقالت أرديرن للصحفيين «كنت واحدة من أكثر من 30 متلقيا للبيان الذى أرسل قبل تسع دقائق من حصول الاعتداء على المسجدين». وأشارت إلى أن البيان «لم يتضمن أى موقع أو تفاصيل محددة»، مضيفة أنه تم إرساله إلى أجهزة الأمن خلال أقل من دقيقتين بعد استلامه. وقالت إنها قرأت عناصر من هذا البيان الواقع فى 74 صفحة، واعتبرت أن«وجود بيان إيديولوجى لوجهات النظر المتطرفة هو بالطبع أمر مقلق للغاية». وحول التحقيقات بشأن الهجوم الإرهابي، أعلنت الشرطة النيوزيلندية أن اثنين من الذين اعتقلوا عقب الهجوم لا علاقة لهما بالمجزرة التى نفذها اليمينى المتطرف برينتون تارنت. وأوضح متحدث باسم الشرطة أن القوى الأمنية اعتقلت هذين الشخصين وفى حوزتهما أسلحة، ولكن لا علاقة مباشرة لهما بالاعتداء.جاء ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه السلطات أنها أغلقت مطار «دنيدن» بعد العثور على طرد مشبوه، موضحة أن عناصر الشرطة موجودة فى المكان ويعمل فريق متخصص على تحديد طبيعة الطرد، دون ذكر مزيد من التفاصيل.وفى غضون ذلك، هبطت أسهم شركة «فيسبوك» بنسبة 5% إلى أدنى مستوى لها فى نحو 3 أشهر فى ظل موجة انتقادات عارمة ضد موقع التواصل الاجتماعى بسبب سوء تعامله مع المحتوى المتطرف بعد أن استخدمه منفذ هجوم المسجدين فى بث اعتدائه الإرهابى مباشرة على الهواء. ومن جانبها، أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا أنها تعتزم إجراء مشاورات مع شركة فيسبوك بشأن البث المباشر للهجوم ، مشيرة إلى أنها تنتظر توضيحات من فيسبوك وغيرها من مواقع التواصل بشأن تلك المسألة. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن أرديرن قولها للصحفيين :«إنه لا يزل هناك أسئلة تتطلب أجوبة من شركات الإنترنت الكبري»، مشيرة إلى أن السلطات والمؤسسات فى نيوزيلندا فعلت كل ما فى وسعها لكى يتم إزالة هذا المحتوي، ولكن فى النهاية الأمر يعود لمنصات التواصل الاجتماعى لكى تسهل وتدعم إزالة فيديو الهجوم.