تنطلق الرؤية المصرية فى التعامل مع إفريقيا من خلال إستراتيجية شاملة واضحة الأهداف ومحددة الآليات، تشكل خريطة طريق متكاملة للنهوض بإفريقيا التى تزخر بالموارد الطبيعية والبشرية الهائلة. ففى كلمته أمام المائدة المستديرة بالملتقى العربى الإفريقى بأسوان، طالب الرئيس السيسى بإعداد ورقة بالاحتياجات العاجلة للنهوض بالقارة الإفريقية، وطرحها أمام القمة العربية الإفريقية المقبلة بالرياض، وطالب بأن تكون تلك الورقة مختصرة، محددة الإجراءات بدلا من الخروج بعشرات التوصيات التى قد تكون صعبة فى تنفيذها. وهو ما يعكس النموذج والتجربة المصرية فى الإنجازات وفى التنمية التى شهدت طفرة كبيرة سواء فى إجراءات الإصلاح الاقتصادى بشهادة صندوق النقد الدولى أو فى مجال البنية الأساسية الضخمة وتهيئة بيئة الاستثمار فى مصر, ويرتكز النجاح المصرى على وضع جدول زمنى للإنجاز من المشروعات والمتابعة المستمرة لإزالة أى عقبات ولذلك يمكن نقل التجربة المصرية إلى الدول الإفريقية، كذلك فى تحقيق التكامل الاقتصادى العربى الإفريقى الذى يقوم على المصلحة المشتركة والمنافع المتبادلة بين دول القارة والاعتماد على مفهوم الميزة النسبية فى الاقتصاد بين الدول الإفريقية، لتحقيق التكامل وليس التنافس. كما تنطلق الرؤية المصرية فى تحقيق التكامل بين الجانبين على تعظيم القواسم المشتركة والاستفادة القصوى من الثروات الهائلة للجانبين، وعلى رأسها الثروة البشرية التى يمثل الشباب عمادها الأساسى من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة واختراق المجالات الجديدة، خاصة مجال مشروعات ريادة الأعمال، كذلك تعظيم دور المرأة فى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. كما تبرز أهمية الاستثمار فى الاستقرار وحل الصراعات والأزمات ومحاربة الإرهاب ووقف الهجرة غير الشرعية، وكلها سلسلة متكاملة ومترابطة من القضايا التى ينطلق التعامل معها من منظور تحقيق التنمية والازدهار للقارة وتحسين مستوى معيشة شعوبها وتعظيم التكامل والتعاون فيما بينها. ولاشك أن تزامن هذا الملتقي، وما يخرج عنه من أفكار وتوصيات بناءة، يمثل أهمية كبيرة فى ترجمة الآمال والطموحات إلى واقع على الأرض خاصة فى ظل قيادة مصر الاتحاد الإفريقي، وإشراك شباب القارة فى صنع المستقبل وهو ما يمثل دفعة كبيرة نحو التكامل العربى الإفريقي. لمزيد من مقالات رأى