هذا الذى حدث لعشرات المسلمين فأزهق أرواحهم وسالت دماؤهم وهم ركع سجود فى أحد مساجد مدينة كنيسة المسيح فى نيوزيلندا, فيه من الخسة أكثر من التعصب وفيه من الكراهية أكثر مما فيه من الانتقام, ومن ثم فإن القراءة الصحيحة الواجبة لمثل هذا الحادث الإرهابى البشع يحتاج منا إلى ميزان العقل والمنطق بأكثر من أى إرهاصات للعواطف الجياشة التى فجرتها دموع الحزن والأسى فى النفوس المكلومة! هذا المخبول الأبله الذى أخذ يطلق النار من غير حساب داخل مسجد للعبادة ويتمتم بكلمات منحطة عن الخوف على الأوروبيين والجنس الأبيض من زحف المهاجرين المسلمين, ليس هو المسئول الوحيد عن المذبحة النكراء, وإنما يتحملها معه وربما أكثر منه كل الجماعات والتيارات التى ارتفع صوتها خلال السنوات الأخيرة فى عواصم الغرب بنداءات العنصرية والإقصاء والكراهية ودفعت بهذا المخبول إلى أن ينسق خطوات جريمته خطوة بعد خطوة على أساس خطة مدروسة بكل دقة وبكل تفصيل بما فى ذلك موعد اختيار الجريمة يوم الجمعة حيث يكون المسجد أكثر امتلاء من أى يوم آخر! وبودى أن أسأل حماة حقوق الإنسان والمتباكين على أحكام الإعدام ضد الإرهابيين فى مصر سؤالا محددا: أليس غياب عقوبة الإعدام أحد العوامل المشجعة لارتكاب مثل هذه الجرائم فى ظل يقين هذا القاتل السفاح بأن أقصى عقوبة سينالها جزاء إزهاقه أرواح أكثر من 50 إنسانا بريئا من بينهم 3 مصريين هو السجن المؤبد فى أماكن احتجاز لا يحرم فيها من جميع متع الحياة؟. والحقيقة أنه ما لم يستيقظ أولئك الذين يزعمون انتسابهم لما يسمى «العالم الحر» ويتخذوا الخطوات والإجراءات الحازمة لوقف خطاب الكراهية فى وسائل الإعلام وممارسات العنصرية ضد الأجانب خصوصا ضد المسلمين بتشجيع من بعض الدوائر الرسمية فى أمريكا وأوروبا واستراليا فإن العالم سيواجه خطر انبعاثات حروب الحضارات المدمرة والارتداد إلى ثقافات عصور الجاهلية الأولى. لقد كنا الأسبق فى إدانة كل إرهاب يسعى للتستر بالإسلام وجاهرنا بتبرئنا منه, وعلى الآخرين أن يحذوا حذونا قبل وقوع الكارثة خير الكلام: أول الغضب جنون وآخره ندم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله