مدينة كربلاء، المدينة التى يغلب عليها اللون الأصفر الصحراوى، تحمل طابعا دينيا شيعيا، فهم العنصر الغالب بالمدينة وهى مرقد الإمام على بن أبى طالب وأبنائه، ومقر أضرحة بعض الصحابة رضى الله عنهم جميعا. ونحن ندلف بالسيارة الميكروباص إلى يمين الطريق الصاعد إلى النجف لينفتح الممر الضيق إلى بوابة وسيمافور ينفتح بأمر جنود السيطرة من الشرطة والقوات الخاصة، الذين يتوارون خلف عرباتهم المدرعة التى ترسم ممرا بينها، دخلت إليه السيارة فى تؤدة بعد سيل من التحيات والسلامات، التى تشى بود بين مرشدينا إلى المؤتمر وجنود السيطرة أو القول الأمنى المعنى بتأمين الباحة، التى تضم مزارات بعض مراقد العائلة العلوية وعلى اليمين يرتفع مسجد الحسين بن على رضى الله عنه. مدينة كربلاء تمّت تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى كلمتي كور بابل، ومعناها قرة بابلية، وهناك من يقول إنّ معنى اسمها هو قرب الآلهة، وينبهنى رفيقى عضو اللجنة الشعبية لحماية الآثار د. عقيل الفتلاوى إلى أنّ هذه المدينة تعود إلى العصر البابلي، ويذكرالمؤرخون أنه في عام 2009 زارها الملايين من الناس من: العراق، ولبنان، وسوريا، والهند، والبحرين، وباكستان، وإيران، والكويت ممن ينسبون الى المذهب الشيعى وبعض من مذهب أهل السنة أيضا على سبيل الاعتبار وقراءة الفاتحة على مراقد الشهداء وآل النبى عليه الصلاة والسلام. ويقول دكتورغيث، أحد المرافقين الشباب، إنه في عام 2015 ميلادية استقبلت كربلاء حوالى27 مليون سائح، معظمهم من إيران وباكستان والهند. وهذا ما جعلها من المدن السياحية الدينيّة، حيث تحتوى على الكثير من المعالم الدينيّة، بالإضافة إلى سهولة الوصول إليها سواء من داخل العراق وخارجها. وتقع كربلاء على بعد 105 كيلومترات من الجهة الجنوبيّة الغربيّة من بغداد، على حافة الصحراء غربي الفرات، وعلى يسار جدول الحسينيّة، وتحدها من الشمال وغرب محافظة الأنبار، ومن الجنوب محافظة النجف، ومن الجهة الشرقيّة والشماليّة الشرقيّة محافظة بابل. ويذكرموقع موضوع الإلكترونى أن حجم مساحتها حوالى 79 كم²، وتتميز أراضيها بأنّها منقاة من الحصى، وتحيطها البساتين الكثيفة، وتسقى من ماء الفرات، وهناك طريقان يؤديان إلى كربلاء، الأول يربطها بالعاصمة بغداد مرورًا بمدينة المسيب، حوالى 97كم²، وطريق آخر يصلها بمدينة النجف، حتى مرقد الإمام الحسين، ومثوى قتلى الطف، تحوطها بساتين الفاكهة ومزارع النخيل الكثيفة ومن الجدير بالذكر، أنّ المدينة تقسم إلى قسمين من ناحية الإعمار، ويسمى القسم الأول كربلاء القديمة، أقيمت على أنقاض كربلاء القديمة، أما القسم الثاني فيطلق عليه كربلاء الجديدة، ويحتوى على الكثير من الشوارع الفسيحة، وكان هناك خط حديدي يصل بالمدينة، ممتد بين البصرةوبغداد وينتهي بسدة الهنديّة، كما أنّ هذا الخط يربط المدينة بالعاصمة بغداد بالإضافة إلى مجموعة من الطرق الأخرى الحديثة. سرحت وأنا أتأمل هذه الباحة الفسيحة الرخامية بين صرحين مزججين بالقيشانى الأزرق المورق ومطعم بالزجاج المعشق وأسلاك الذهب أمامه صناديق زجاجية مثبتة فى الأرض تمتلئ بعملات ورقية من مختلف الدول مساهمة فى الإنفاق على هذه الصروح التى تحوى جيوشا من العاملين بها تزينها لوحات بالعربية والكردية تدلك على مكان خلع الأحذية ويسمى بالكشوانية وهو متكرر بالأبواب المتعددة لمرقد الإمام الحسين يستحثونا على خلع الأحذية ووضعها فى سلة والاحتفاظ برقم لتستعيدها ثانية لأفيق على صياح الديك يستحثنى لنعود. لمزيد من مقالات ياسر عبيدو