بينما تفتح دول العالم ذراعيها لتصوير المسلسلات والأفلام المحلية والعالمية في معالمها السياحية بتسهيلات خيالية بهدف جذب المشاهدين لزيارتها لتحقيق دعم عملي لاقتصادها وعلي الرغم من أن مصر تعتمد علي السياحة كأحد أهم مصادر الدخل القومي إلا أن وزارة الثقافة ترفع شعار منع الاقتراب أو( التصوير) أمام صناع الدراما من خلال الروتين والرسوم المبالغ فيها والعديد من المعوقات الأخري التي ينتج عنها هروبهم لدول أخري. هو ما يؤكده المخرج أشرف سالم الذي يتحدث عن معاناته مع مراحل التصوير الخارجي في المناطق السياحية المصرية فيصفها بأنها في غاية الصعوبة ابتداء من استخراج التصاريح مرورا بالارتفاع الشديد في الرسوم المالية بالإضافة لعملية التصوير ذاتها أصبحت مغامرة غير محسوبة العواقب لغياب الأمن ولكن في الدول الأخري فإن الأمر يتحول إلي متعة نظرا للتسهيلات اللانهائية والسرعة القياسية في استخراج التصاريح مع دفع مقابل مالي رمزي وهو ما حدث عند تصوير مسلسل ابن النظام في أبوظبي.ويتفق في الرأي المنتج جمال العدل ويقول إن وزارة الثقافة تتحمل مسئولية هروب صناع الدراما وعدم تصوير المسلسلات والأفلام في مصر لأنها تطالبهم بمقابل مالي كبير جدا, بالإضافة للروتين والبيروقراطية, كما أن وزارة الداخلية تحصل علي مبلغ آخر لتأمين التصوير وهكذا يظل المنتج في حالة دفع حتي انتهاء العمل والدولة لا تنظر للمستقبل وما يمكن أن يتحقق من دعاية للمناطق السياحية التي يتم التصوير فيها, وقد مررت بالحالتين في أعمال سابقة الأولي عند التصوير في مصر فسافرت للخارج لتنفيذ المشاهد الخارجية.ويعترف المؤلف محمد صفاء عامر بأنه يحرص عند كتابته للنص الدرامي علي اختيار المناطق الأثرية كمواقع للأحداث مثلما فعل في مسلسل( حلم الجنوبي) الذي تنوعت مشاهده بين معالم الإسكندرية والأقصر ومسلسل( حدائق الشيطان) الذي كان النيل بطلا له, ويؤكد علي أنه يحرص دائما علي ضرورة التصوير في الأماكن التي تحقق واقعية للمشاهد وتتميز بالجمال ويعتقد أنها من المفترض أن تحقق الدعاية لمصر بأسلوب غير مباشر ثم يتم ترجمتها عمليا في السياحة التي تدعم الاقتصاد المصري.وفي لقطة زووم إن علي الكادر المفتوح ينظر الناقد طارق الشناوي علي المشهد فيجده محدودا في أن النسبة الكبري من صناع الدراما يبدعون في إطار تقليدي حيث( يقلد) بعضهم البعض بينما هناك آخرون يذهبون بعيدا وينطلقون بالخيال فيتحقق الرواج الفعلي للسياحة عندما يكتشفون مناطق جديدة ساحرة في غاية الجمال تنتشر في مصر مثلما تم تصويره في فيلم( بلطية العايمة) بمكان يفوق روعة فينسيا بعين اختارته للتجديد وهو المطلوب ليري المشاهد في العمل مناطق فيها( بكارة) وليست مكررة.ويفتح مجدي سليم وكيل وزارة السياحة رئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة صفحات دراسة أجرتها الهيئة عن الإنتاج الدرامي التركي وعلاقته بالسياحة أكدت نتائجها نجاح المسلسلات التركية في جذب أعداد كبيرة من السائحين العرب الذين طلبوا زيارة القصور والأماكن التي تم تصوير أحداثها فيها بما يعني أن الدراما منحت تركيا قيمة سياحية إضافية في الوقت الذي تمتلك مصر قصورا تاريخية وأماكن سياحية تفوقها في الجمال ويتابع الدراما المصرية ملايين العرب غير أنها فقيرة في المعالم السياحية بين مشاهدها لأسباب كثيرة تؤدي لمنع التصوير في المناطق الأثرية مثلما يحدث مع طلبات للتصوير بها من دول أجنبية كثيرة أيضا تواجه نفس الصعوبات التي تؤدي لهروب أصحابها إلي دول أخري تمنح تسهيلات ومزايا عديدة كما حدث مع مجموعة من( جوجل) جاءت مصر لتصوير مناطق أثرية بكاميرات ذات أبعاد ثلاثية فائقة الجودة استمرت في إجراءات الحصول علي الترخيص لمدة6 أشهر كاملة بخلاف الرسوم المالية المرتفعة وكثير من المعوقات التي واجهها أيضا صناع فيلمين عالميين حضروا لمصر لتصوير أحداثهما فيها ولم يحدث وغيرها من الحالات التي ينتج عنها خسائر كان من الممكن أن تكون مكاسب حقيقية للاقتصاد المصري.