أعلن التليفزيون الجزائرى أن قوات الأمن اعتقلت 195 شخصا خلال الاحتجاجات الحاشدة بين شبان وعناصر الشرطة أمس الأول، التى خلفت 112 جريحا فى صفوف قوى الأمن، وأرجع الاعتقالات إلى أعمال النهب. فى حين قررت وزارة التعليم العالى الجزائرية تقديم كل العطلات الجامعية لتبدأ من اليوم. تأتى هذه التطورات بعد تأكيد عدة مصادر طبية من المستشفى الجامعى فى جنيف تدهور صحة الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة . ونقل مراسل قناة العربية عن مصادر طبية تتابع حالته الصحية أن بوتفليقة يتغذى ويتنفس اصطناعيا، ولا يستطيع النطق إطلاقا. وفى غضون ذلك، طالبت ساسكيا ديتيشايم، رئيسة الفرع السويسرى لمنظمة «محامون بلا حدود» بوضع الرئيس الجزائري، تحت الوصاية القانونية وتعيين وصى عليه لأنه لم يعد قادرا على الإدراك والتمييز. وأودعت ديتيشايم طلبا بهذا المعنى أمام محكمة جنيف، واعتبرت أن هذه المحكمة تتمتع بالأهلية لإعلان إجراء يحمى بوتفليقة فى جنيف للاستشفاء، على حد تعبيرها، واستندت المحامية السويسرية إلى القانون الفيدرالى فى بلدها ، الذى يسمح بتقديم هذا الطلب للمحكمة. ورغم هذه الأجواء، وجه الجيش الجزائرى رسالة إلى الشعب، أكد فيها مدى تماسك الشعب الجزائرى مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مجلة الجيش أن الشعب والجيش ينتميان إلى وطن واحد لا بديل عنه. ونشرت الوكالة فحوى افتتاحية المجلة، التى لم يتطرق فيها الجيش إلى الاحتجاجات التى تشهدها البلاد رفضا لترشح بوتفليقة لولاية خامسة. وقالت المجلة، فى افتتاحيتها، إن «ما حققه جيشنا على أصعدة عدة و وقوفه اللامشروط الى جانب أمته فى كل ما مرت به البلاد من محن وأزمات، أكد مدى تماسك الشعب مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل». وأضافت أن القوات المسلحة الجزائرية تعهدت بالحفاظ على هذا الوطن والذود عنه وحمايته من كل مكروه. كما ذكرت الافتتاحية أن ثمة اجماعاً بين الشعب بكل فئاته على أن الثورة التحريرية المجيدة ضد الاستعمار ستظل إلى الأبد حصنا لقيم نبيلة لا يمكنها أن تندثر بالتقادم وسيظل مؤمنا بها ومتشبعا بمبادئها النبيلة وسيظل يستلهم من روح نوفمبر كل ما من شأنه أن يعبد له الطريق نحو بناء جزائر قوية وآمنة ومزدهرة. وأضافت المجلة أن الشعب الجزائرى المتشبع بوعى وطنى كبير والمدرك لمختلف التحديات والتهديدات والرهانات الحالية الذى قاوم بالأمس استعمارا لأكثر من 130 سنة وطرده من أرضه وألحق به هزيمة نكراء فى معركة تحرير حاسمة وأفشل مشروعا إرهابيا استهدف أركان الدولة، هو شعب مثلما أكد نائب وزير الدفاع الوطنى ورئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح جدير بحمل رسالة أسلافه وتحمل مسئولية حفظ أمانتهم من بعدهم. ومن جهة أخري، أشادت المجلة نفسها بما حققه الجيش الوطنى الشعبى من انجازات على أكثر من صعيد، تأتى بفضل الإصرار على رفع التحدى والرقى بأداء قواتنا المسلحة الى مستوى المهام الدستورية الموكلة إليه، كما تحقق أيضا بالدرجة الأولى بفضل اتخاذه جيش التحرير الوطنى كقدوة فى حب الوطن والإخلاص له والتحلى بالإرادة لتذليل ظل الصعاب. وقالت الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمى إن ما يشهده الشارع الجزائري، صحوة ستجعل من الشعب ماردا يصعب إخضاعه أو حكمه. وعبرت مستغانمى عن إعجابها بالتحركات المناهضة لترشح بوتفليقة، وبالشعارات التى يرفعها المتظاهرون، وأشادت بالجهود التى تبذلها قوات الجيش والأمن دون أن يؤذوا جزائريا حتى الآن.