تلقفنا تكنولوجيا الاتصالات والإنترنت بنهم، وأفرطنا ومازلنا نفرط فى استخدامها وتجاوز الأمر المعرفة، وامتد الى كل مناحى الحياة وأصبح الشر المتوقع اكثر بكثير من الخير المأمول. ولأننا دوما مستهلكون فقط لم نقف للحظة عند الأضرار التى ممكن ان تخلفها هذه التكنولوجيا المبهرة. ولكن الصناع سبقونا كالعادة وخلص استطلاع للرأى أجرته مؤسسة جلوبال ويب إندكس، للأبحاث المتعلقة ببيانات مستخدمى الإنترنت، إلى أن المستخدمين يقضون ما معدله ست ساعات ونصف الساعة يوميا حول العالم، وفى منطقة الشرق الاوسط يفوق تسع ساعات يوميا، ويمضون ثلث هذه الساعات على وسائل التواصل الاجتماعي. وتكشف الدراسات العلمية التى تبحث فى حجم التأثير الفعلى للأجهزة الإلكترونية على الصحة البدنية والنفسية. ان الاكتئاب والقلق وعدم الرضا عن الواقع، نتائج مباشرة للإفراط فى استخدام الأجهزة والتقنيات الرقمية، وبات الأطباء يشخصون الإدمان الرقمى كأحد الاضطرابات النفسية، لأن المخ يتفاعل مع الأجهزة الإلكترونية بما يشبه عملية التمثيل الغذائي، إذ يفرز بشكل عام ستة أنواع مختلفة من الكيماويات العصبية أى المواد الكيماوية التى تنشط الجهاز العصبى فى أجسامنا وترتفع المخاطر من المواد الضارة أو المسيئة للآخرين التى قد تنشط مراكز المتعة والمكافأة فى المخ، مثل التنمر الإلكتروني، والمراهنات وألعاب الفيديو وممارسة السياسة أو المشاركة فى نشر خطاب الكراهية ضد فئة بعينها او شخص بذاته وجميعها تسبب الإدمان الإلكترونى، وكشف تقرير جلوبال عن أن سبعة من كل 10 من مستخدمى الإنترنت فى بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية حاولوا الاعتدال فى استخدام الأجهزة الإلكترونية أو توقفوا عن استخدامها لفترة من الوقت لتقليل المخاطر. لمزيد من مقالات خالد الأصمعى