«التعليم العالي» يبحث مع وزير خارجية القمر المتحدة التعاون الأكاديمي والبحثي بين البلدين    بعد أسبوعين.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الأول الثانوي بالقاهرة    جوتي ساخرًا من برشلونة: أبتلعوا الأهداف مثل كل عام    محمد منصور: هدفنا في "مسار" تمثيل مصر في كأس العالم لأندية السيدات    الأرصاد الجوية تكشف حالة طقس الغد    رئيس "أزهرية الإسماعيلية" يشهد امتحانات النقل الإعدادى والابتدائى    بيلعب بمسدس والده فقتل صديقه بالخطأ.. التصريح بدفن ضحية لعب الأطفال بكفر الشيخ    بعد تجاوز أزمته الرقابية.. هل نجح فيلم استنساخ في الجذب الجماهيري؟    وزير البترول: التوسع الخارجي لشركة "صان مصر"على رأس الأولويات خلال الفترة المقبلة    البورصة تخسر 25 مليار جنيه في ختام تعاملات الأربعاء    طلعت مصطفى: 70 مليار جنيه مبيعات يوم واحد بالمرحلة الثانية من مشروع " ساوث مد"    الجبهة الوطنية يختار 6 أمناء مساعدين للحزب بشمال سيناء    بيان مشترك ل 6 دول أوروبية يحذر من «تصعيد خطير» في غزة    البابا تواضروس يستقبل وكيل أبروشية الأرثوذكس الرومانيين في صربيا    موعد انضمام أحمد سمير لجهاز الزمالك    مارتينيز لاعب برشلونة ينفي قيامه بالبصق على أتشيربي    تعرف على وضع صلاح بين منافسيه في الدوري الإنجليزي بعد 35 جولة    عمر طلعت مصطفى: العمل الاحترافي يجذب 400 ألف سائح جولف لمصر سنويًا    الرياضية: مدرب فولام يوافق على تدريب الهلال    القومي للمرأة ينظم ورشة عمل تفاعلية لخريجات برنامج المرأة تقود    قرار هام من الحكومة بشأن الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    قناة السويس تناقش مع عملائها تأثير التطورات الإيجابية بالبحر الأحمر على حركة الملاحة    بسبب الفلوس.. إصابة شخصين في مشاجرة بالوراق    مصرع شخصين في حريق نشب داخل مركز صيانة سيارات بالهرم    ب12 هاتفًا.. عصابة تخترق حساب سيدة من ذوي الاحتياجات وتنهب أموالها    محافظ الدقهلية يلتقي المزارعين بحقول القمح ويؤكد توفير كل أوجه الدعم للفلاحين    القائمة الكاملة لجوائز مهرجان أسوان لأفلام المرأة 2025 (صور)    أوبرا الإسكندرية تقيم حفل ختام العام الدراسي لطلبة ستوديو الباليه آنا بافلوفا    منها «السرطان».. 5 أبراج تجيد الطبخ بالفطرة وتبتكر وصفات جديدة بكل شغف    كندة علوش: دوري في «إخواتي» مغامرة من المخرج    شيرين عبد الوهاب تحرر محضرا بقسم البساتين ضد مدير صفحاتها    قطاع الفنون التشكيلية يعلن أسماء المشاركين في المعرض العام في دورته 45    منتج "سيد الناس" يرد على الانتقادات: "كل الناس كانت بتصرخ في المسلسل"    مجلس الوزراء يستعرض التقرير النصف سنوي حول أداء الهيئة العامة للرعاية الصحية    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    حزنا على زواج عمتها.. طالبة تنهي حياتها شنقا في قنا    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    وزارة الأوقاف تعلن أسماء المقبولين لدخول التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    مدبولي يُكلف الوزراء المعنيين بتنفيذ توجيهات الرئيس خلال احتفالية عيد العمال    مجدي البدوي: عمال مصر رجال المرحلة.. والتحديات لا تُحسم إلا بسواعدهم    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم تحت 14 عام    إصابة ضباط وجنود إسرائيليين في كمين محكم نفذته المقاومة داخل رفح الفلسطينية    وكالة الأنباء الفلسطينية: ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي لمدرستين في مخيم البريج ومدينة غزة إلى 49 قتيلا    كيف يتم انتخاب البابا الجديد؟    بدء اجتماع "محلية النواب" لمناقشة عدد من طلبات الإحاطة    هل انكشاف أسفل الظهر وجزء من العورة يبطل الصلاة؟.. الإفتاء توضح    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    زيادة قدرتها الاستيعابية.. رئيس "صرف الإسكندرية يتفقد محطة العامرية- صور    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    أحمد سليمان: هناك محاولات ودية لحسم ملف زيزو.. وقد نراه يلعب خارج مصر    أسامة ربيع: توفير الإمكانيات لتجهيز مقرات «الرعاية الصحية» بمواقع قناة السويس    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    ما حكم إخراج المزكى زكاته على مَن ينفق عليهم؟.. دار الإفتاء تجيب    الأزهر يصدر دليلًا إرشاديًا حول الأضحية.. 16 معلومة شرعية لا غنى عنها في عيد الأضحى    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أساطير خالدة «فى حب الوطن»..
المجد للشهداء.. فى يوم الوفاء والعرفان
نشر في الأهرام اليومي يوم 08 - 03 - 2019

ليس هناك ما هو أعظم قيمة ومسعى أو أنبل هدفا ومعنى من دماء الشهداء الأبطال، تروى أرض الوطن فتثمر قدرة وقوة وردعا، وتزهر حرية وكرامة ونصرا، تلامس الدماء الزكية تراب الوطن فتطهره من دنس الغدر والانكسار والخسة، غدر الأعداء، مهما اختلفت صورهم أو أشكالهم أو ألسنتهم، من الخارج أو الداخل، فالمجد للشهداء، جند مصر خير أجناد الأرض، قادة مواكب العزة، لشرف نضالهم ورفعة تضحياتهم، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حماية للمحروسة وشعبها الأبى المرابط إلى يوم الدين، فى التاسع من مارس من كل عام، تحتفل مصر والقوات المسلحة بذكرى يوم الشهيد والمحارب القديم، اليوم الذى استشهد فيه الفريق عبد المنعم رياض على جبهة القتال بين جنوده فى عام 1969، ليظل هذا اليوم نبراسا ومثالا خالدا للتضحية والفداء، أمام جميع القادة والضباط بالقوات المسلحة على مر العصور. وقد شهدت القوات المسلحة على مر تاريخها نماذج مشرفة من القادة والجنود الذين ضحوا بأرواحهم لرفعة الوطن وحماية ترابه، احتضنت أرض سيناء الغالية الكثير من تلك النماذج المشرفة، فلكل شهيد قصة، نذكر فى هذه السطور ببعضا منها.
عبد المنعم رياض.. قلب شجاع
ضرب الفريق أول عبد المنعم رياض أروع الأمثلة فى التضحية والفداء، إنه قلب شجاع وعقل ذكى وعزيمة أقوى من الصخر، استشهد وهو يقف فى الصفوف الأمامية برغم منصبه رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة، تأكيدًا على أن مكان القائد الحقيقى فى الصفوف الأمامية وسط جنوده الأبطال، وجاء استشهاده يوم 9 مارس ليكون يوما للشهيد، تحتفل فيه مصر بذكرى شهدائها.
ولد محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله فى قرية سبرباى إحدى قرى مدينة طنطا، بمحافظة الغربية فى 22 أكتوبر 1919، يعود نسبه لأصول عريقة فوالده محمد رياض من رعيل العسكريين المصريين القدامى، اشتهر بالانضباط والأصالة العسكرية. كان طفلًا ذكيا نشيطا لماحا يمتاز بحب الاستطلاع والاكتشاف، مما جعله يتفوق على أقرانه، ذهب للكُتاب، وحفظ أجزاء من القرآن، ثم حصل على الشهادة الابتدائية عام 1931من مدرسة الرمل بالإسكندرية، دأب على توجيه أسئلة كثيرة لأبيه، عن حياته العسكرية، فتنبأ له والده بمستقبل باهر، ثم توفى والده وهو مازال فى الثانية عشرة من عمره، فتولى مسئولية رعاية والدته.
الشهيد عبد المنعم رياض
وفى المرحلة الثانوية بدأت تتشكل شخصيته ويتحدد هدفه، وكان له اهتمامات أخرى بالرياضة والكشافة والبلاغة، وعرف عنه حبه للزعامة وقدرته على احتواء زملائه، ثم التحق بالكلية الحربية فى 1936، وحقق حلمه، وكان يحيا بفكر ضابط وعقلية عالم، وكان دائما صاحب فكر ورأى مؤثر فى الأحداث، ولم يكن يرضى بالظلم أو الإهانة؛ مما جعله مشهورا فى كليته بعزة النفس والدفاع عن حقوقه وحقوق زملائه بكل أدب وشجاعة وكرامة.
من أقواله المأثورة: القادة العسكريون لا يولدون هكذا، لكنهم يصنعون، يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة.. كن دائمًا بين جنودك فى السلم، ومعهم فى الصفوف الأمامية فى الحرب..
كن قدوة صادقة لجنودك.. لا تجعل جنودك حتى فى أحلك الظروف واللحظات يرون عليك علامات القلق والارتباك.. احمل معك ميزانا حساسا للثواب والعقاب.. اهتم بشئون جنودك ومشاعرهم.. أخطاء الصغار صغيرة ويمكن معالجتها مادامت بغير قصد وحتى فى حدود ممارستهم لحق التجربة والخطأ، أما أخطاء الكبار فإنها دائما كبيرة، قال ذلك عندما كان ينتقد بعض القادة، خاصة بعد هزيمة يونيو 1967.
وفى محاضرة ألقاها فى أبريل قبل 1967، أطلق الفريق أول عبدالمنعم رياض تحذيرا مجلجلا: « لن تكتفى إسرائيل برقعتها الحالية.. إن الخطوة التالية عندها هى الاستيلاء على الضفة الغربية للأردن، وعلى جنوب لبنان، ولها تطلعات فى الإقليمين السورى والمصرى. إسرائيل تسعى إلى التفوق النووى، حتى تتغلب على وحدة العرب، وتعوض عن طريق الرعب النووى، التفوق العربى الاقتصادى البشرى «.
وكان الفريق أول عبد المنعم رياض يرى أن القوات الإسرائيلية مجرد برواز ساطع ولامع، ولكننا بمجرد أن نخترق البرواز لا نجد بداخله تفاصيل صورة حقيقية، فليس داخل البرواز اللامع شيء غير الفراغ.
تمتع عبد المنعم رياض بإنسانية راقية، عكستها مواقف كثيرة، ففى إحدى زياراته للجبهة، وخلال مقابلة مع الجنود بإحدى الليالى الباردة، شاهد جنديًا يقف فى حراسته وهو يرتعد من البرد، فتوجه اليه وسأله عن معطفه؟ فأجابه الجندى قائلاً: لقد أعرته لزميل خرج فى مأمورية، فما كان من الفريق رياض إلا أن خلع معطفه وأعطاه للجندى ليرتديه، ووجه إليه كلامه قائلاً: فى الصباح لا تنسى أن تعيده إلى.
وتظهر مشاعر واحاسيس الرجل، عندما قال ذات مره لصديقه فكرى مكرم عبيد: « عايزين ننمى فى أنفسنا حاسة الإحساس بالواجب، عارف لو كان كل واحد فى البلد عرف واجبه، وحرص على تأديته بدوافع ذاتية وبغير خوف من العقاب أو طمع فى الثواب، مفيش قوة فى العالم تقدر تقهرك يا مصر «.
قبل استشهاده بأسبوعين، طلب عبد المنعم رياض من سكرتيره استمارة المعاش الخاصة به من شئون الضباط، والتى بمقتضاها يصرف الورثة معاشه ومنحه 3 أشهر، إضافة إلى مصاريف الجنازة، حيث تذكر أنه لم يملأ هذة الاستمارة فى ملفه العسكرى، وقد عقد لسان سكرتيره من الدهشة، وتساءل: أبعد 31 سنة خدمة فى القوات المسلحة، هل يعقل أن سيادة الفريق قد نسى أن يملأ استمارة معاشه إن الضابط عادة يملأ هذه الاستمارة فور تثبيته فى رتبة الملازم، ثم لماذا لم تخطر بباله مسألة الاستمارة إلا الآن؟، يمكن أن يكون هناك ضابط بالجيش لم يملأ استمارة المعاش التى يتم ملؤها فور تثبيت الضابط برتبة الملازم؟، ويذهب السكرتير والحيره والتشاؤم يملكانه إلى شئون الضباط لتنفيذ الأوامر، ويندهش الضابط المسئول عندما يكتشف أثناء مراجعته لملف رئيس الأركان أنه لم يملأ استماره معاشه بالفعل، ويتم ملء الاستمارة، ويحدد فيها اسم شقيقته الدكتورة زاكية، وتوضع الاستمارة فى ملفه يوم الخميس 6 مارس، قبيل استشهاده ب72 ساعة فقط.
فى صباح يوم 9 مارس اختار الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة موقع نمرة 6 بالإسماعيلية الذى لا يبعد سوى 250 مترا عن موقع العدو بالبر ليتوجه إليه، وذلك ليرى بنفسه تنفيذ خطة تدمير خط بارليف، والتى بدأت بالفعل فى اليوم السابق، وفى عملية خسيسة مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية انطلقت نيران العدو على موقع الفريق عبدالمنعم رياض، واستمرت المعركة التى قادها أكثر من ساعة ونصف ساعة، ولكن شاء القدر أن تسقط إحدى الدانات بالقرب من الحفرة التى قاد منها البطل المعركة ليستشهد وسط جنوده، ليختم بذلك حياة مليئة بالبطولات والإنجازات التى حققها هذا القائد على الصعيد العسكرى التى جعلت أساتذة الأكاديمية العليا للاتحاد السوفيتى يطلقون عليه «الجنرال الذهبى».

المنسى.. الخالد
الشهيد أحمد المنسى
تنبأ بوفاته قبل تسعة أشهر، حيث كتب على صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك» ناعيا قائده العقيد رامى حسنين، الذى استشهد إثر انفجار عبوة ناسفة فى مدرعة قرب مدينة الشيخ زويد شمال سيناء، قائلا: «فى ذمة الله أستاذى ومعلمى، تعلمت على يده الكثير الشهيد بإذن الله العقيد رامى حسنين... إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب».
ولد الشهيد «الأسطورة» أحمد المنسى، فى مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1977، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة ( 92 ) حربية ضابطا بوحدات الصاعقة، وخدم الشهيد فى الوحدة (999) قتال، وحدة العمليات الخاصة للصاعقة بالقوات المسلحة، والتحق بأول دورة للقوات الخاصة الاستكشافية المعروفة باسم ( SEAL ) عام 2001 م، ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006.
حصل البطل المغوار على ماجستير العلوم العسكرية دورة أركان حرب من كلية القادة والأركان عام 2013 م، وكان له دور تنسيقى فى العمليات الميدانية التى كانت تجريها قوات مشتركة من الجيش والبدو لمداهمة بؤر داعش فى شمال سيناء. وقد استشهد البطل فى 7 يوليو 2017، إثر هجوم إرهابى استهدف كتيبته فى رفح، بعد سجل حافل جعل منه أسطورة لا تموت.

رامى حسنين.. صاعقة الإرهابيين
الشهيد رامى حسنين
دائما كان يؤكد أن أبطال القوات المسلحة يحافظون على دماء الأبرياء فى شمال سيناء ويعملون على تحرى الدقة مع العناصر الإرهابية والمتطرفة وكان يعمل دوما على توجيه النصيحة الحسنة إلى كل من خالفه الرأى.
الشهيد البطل رامى حسنين، «صاعقة الإرهابيين» هو قائد الكتيبة 103 صاعقة بالقوات المسلحة، ويعتبر من القادة البارزين الذين يقودون عملية تطهير سيناء من الإرهاب، استشهد عقب مرور المدرعة التى كان يستقلها بين حاجزى السدة والوحشى، جنوب الشيخ زويد، ويعد من أبرز الضباط الذين يقومون بعمليات مكافحة الإرهاب فى شمال سيناء ضد العناصر الإرهابية والمتطرفة.
الشهيد رامى حسنين من مواليد مركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، متزوج ولديه طفلتان، وله ثلاثة أشقاء، تخرج فى الكلية الحربية فى يوليو 1996، وانضم لسلاح المشاة، تخصص الصاعقة دفعة 90، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وتدرج فى المناصب العسكرية حتى شغل منصب قائد لكتيبة صاعقة، بعد عودته من العمل فى قوات حفظ السلام بالكونغو.. وخلال فترة خدمته فى الصاعقة، تدرج الشهيد رامى حسنين من قائد سرية وكتيبة، وسافر فى عدة بعثات خارجية شملت دولا، منها انجلترا وأوكرانيا وتونس، حصل خلالها على جميع فرق الصاعقة، وبدأ العمل فى سيناء أواخر عام 2015.

أحمد الدرديرى.. المغوار
الشهيد أحمد الدرديرى
ضحى بنفسه حتى يعيش زملاؤه وجنوده، فضرب المثل فى التضحية والإيثار، إنه الشهيد العقيد أركان حرب أحمد عبد الحميد الدرديرى. تحلى الشهيد المغوار بصفات رائعة بين زملائه وجنوده إلى جانب حبه الشديد للوطن، وشكلت البطولات العسكرية لأبطال وقادة القوات المسلحة فى وجدان الشهيد شغفا قويا وحبا للحياة العسكرية وهذا ما دفعه للالتحاق بالكلية الحربية.
التحق البطل الشهيد بالكلية الحربية عام 97 وتخرج عام 99 دفعة 93 حربية سلاح المشاة، وعمل بالجيش الثانى الميدانى بمدينة القنطرة فى الإسماعيلية، ثم سافر الى السودان ليشارك قوات حفظ السلام هناك عام 2005 لمدة عام، ثم عاد ليكمل خدمته فى الجيش الثانى الميدانى ثم الجيش الثالث الميدانى.
وخدم الشهيد البطل فى الكلية الحربية لمدة 4 سنوات وعقب خدمته بالكلية الحربية التحق بكلية القادة والأركان، حيث حصل على الدورة 63 اركان حرب ليعود مرة اخرى الى صفوف الجيش الثانى الميدانى بالقنطرة، وخلال هذه الفترة كان قد قدم عدة طلبات أفصح فيها عن رغبته الشديدة فى المشاركة فى العمليات العسكرية فى سيناء، او ورفح او الشيخ زويد او العريش وكل ذلك كان سرا دون علم أسرته.

مراد فتحى.. موعد مع الشهادة
الشهيد مراد فتحى
العقيد أركان حرب مراد فتحى، أحد أبطال الدفعة 92 حربية، قائد كتيبة فى سلاح حرس الحدود، من مدينة المنصورة محافظة الدقهلية، استشهد فى اثناء تأدية واجبه الوطنى، خلال اشتباكات مع إرهابيين بالمناطق الجبلية المتاخمة على طريق «المنيا - الباويطى» و»القاهرة- الباويطى» بالوادى الجديد، وذلك ضمن جهود قوات إنفاذ القانون لتعقب العناصر الارهابية الهاربة وتأمين جميع المناطق وتمشيطها.
عرف الشهيد بدماثة الخلق بشهادة الجميع وكان شديد الحرص والخوف على جنوده، وأسهم فى ضبط ومنع كميات كبيرة من المخدرات من الدخول الى البلاد والحد من عمليات التهريب خلال المنافذ التى عمل بها كان على موعد مع الشهادة اكثر من مرة فقد كان على بعد خطوات من تفجيرات سابقة، آخرها قبل استشهاده بسبعة اشهر فى احدى المطاردات للعناصر الارهابية تم الاشتباك بينه وبينها، وتم اطلاق كم هائل من الرصاص والقذائف عليه وعلى من معه من جنود، ولكنه قاتل بكل شجاعة واستبسال، واستطاع أن يعود سالمًا هو ومن معه دون اصابات تم تكليفه بملاحقة العناصر الإرهابية المتسببة فى حادث اتوبيس المنيا الإرهابى فى صحراء الواحات البحرية وفى اثناء المداهمة والتمشيط انفجرت سيارة مفخخة تركها الارهابيون اودت بحياته .
محمد عبده.. المنقذ
الشهيد محمد عبده
كاد يلتحق بكلية الهندسة تحقيقا لرغبة والدته حتى لايبتعد عنها، لكنه تراجع فى اللحظات الأخيرة وأصر على تحقيق حلمه ودخول مصنع الرجال، والتحق بالكلية الحربية فى 30 يونيو 2010 الدفعة «104».
الشهيد الرائد محمد أحمد حسن عبده التحق بسلاح المدرعات وخلال مدة عمله القصيرة حصل على العديد من الكتائب والوحدات بالجيش الثانى الميدانى، وسافر ضمن قوات حفظ السلام بإحدى الدول الإفريقية وفى يوم استشهاده كان معينا ضمن قوة خفيفة الحركة قامت بالتحرك لنجدة كمين الرفاعى «زلزال 6» وكمين «السدرة 5» بقطاع الشيخ زويد الذى تعرض لهجوم إرهابى خسيس وسعى البطل ورفاقه لصد الهجوم الإرهابى الذى تعرضت له تلك الكمائن فى يوليو 2015 واثناء تحركه ضمن قوات الدعم على طريق الشيخ زويد الجورة بحى الترابين واجهتهم بعض العناصر الإرهابية واثناء الاشتباك مع تلك العناصر، وبعد إحداث خسائر بها تعرض الضابط إلى إصابة فادحة إثر إطلاق قذيفة، وظل يقاتل متمسكا بسلاحه إلى أن فاضت روحه لبارئها واستشهد البطل الباسل خلال قتال التكفيريين بكل جرأة وشجاعة.
عادل رجائى.. رجل المهام الصعبة
الشهيد عادل رجائى
لقبه جنوده ب «أبو الجميع» لقوة علاقته بهم، كذلك «رجل المهام الصعبة» لارتباطه وحبه الشديد لعمله بالقوات المسلحة، ولد بمحافظة القاهرة، والتحق بالكلية الحربية، وتدرج فى المناصب العسكرية، حتى وصل لمنصب قائد أركان حرب قائد الفرقة التاسعة مدرعات بدهشور. الشهيد البطل عادل رجائى اسماعيل، هو قائد إحدى الفرق المدرعة بالقوات المسلحة، استشهد أمام منزله بمدينة العبور، أثناء توجهه للعمل، عمل لفترة كبيرة فى شمال سيناء، وكان له دور بارز فى عملية هدم الأنفاق على الحدود بين مصر وقطاع غزة.


أحمد حسنين.. «عريس فى السماء»
الشهيد أحمد محمد حسنين
استشهد المقاتل ملازم أول أحمد محمد حسنين، قبل خطوبته بأربعة أيام، إثر مهاجمة مجموعة من العناصر الإرهابية عددا من الأكمنة والارتكازات الأمنية بمنطقة البرث جنوب مدينة رفح شمال سيناء، من ابطال الدفعة 110 حربية، من قرية الخضرة التابعة لمركز ومدينة الباجور بمحافظة المنوفية، وتخرج من الكلية الحربية 2016، ثم التحق بالخدمة العسكرية فى شمال سيناء، كأحد أفراد الصاعقة، وهو الابن الأكبر لوالده.
وكان المقاتل الشهيد يستعد لحفل خطوبته، ودون كلمات على حسابه الشخصى، بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تقول: « «لو ما جتش شبكتى يوم الثلاثاء الجاى 11 - 7 فى الباجور هزعل»، داعيا أهل قريته لحضور حفل خطوبته.

بيتر لمعى.. قديس الوطن
الشهيد بيتر لمعي
الشهيد المقاتل بيتر صبرى لمعى، مواليد 1994 حاصل على بكالوريوس تربية رياضية، من قرية مير التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط، استطاع قنص عدد من الإرهابيين، والكشف عن مخزن كبير به سلاح متطور للغاية ومبالغ مالية ضخمة، بعد تتبعه لأحد الإرهابيين بمفرده وابلغ القيادة وألقى القبض على الجميع فتوعدته عناصر «بيت المقدس وسقط شهيدا للوطن خلال عملية إرهابية استهدفته بسيناء فى مارس الماضى.
كان يطلب فى الأيام الأولى له فى مركز التدريب أن يذهب لسيناء، ليكون مثل أقرانه فى خط الدفاع الأول عن بلده وأهله وكانت وصيته لأبيه إن لم يعد ألا يبكى أحد عليه لأنه ذهب للسماء مع الشهداء والقديسين من أجل مصر.

محمد شويقة.. مارد سيناء
الشهيد محمد ايمن شويقة
لقب الشهيد البطل محمد أيمن شويقة، بمارد سيناء، حيث استشهد عقب احتضانه انتحاريا يرتدى حزامًا ناسفًا فى أثناء محاولة تفجير نفسه، فى قوة لرجال الصاعقة بمنطقة زارع الخير فى قرية المساعيد بمدينة العريش. والمقاتل محمد أيمن شويقة من مواليد 1995، من قرية الإبراهيمية مركز كفر سعد محافظة دمياط، حاصل على مؤهل متوسط دبلوم ثانوى صناعى قسم زخرفة، والتحق بالقوات المسلحة فى 20 أكتوبر 2014، ثم التحق مع رفاقه بوحدات الصاعقة فى شمال سيناء فى شهر فبراير عام 2015.
أنقذ الشهيد البطل 8 من زملائه من الحزام الناسف الذى كان يحمله أحد العناصر التكفيرية الضالة، لتفجير الموقع الذى كانت تتم مداهمته بمنطقة زارع الخير بمدينة العريش.

الشحات شتا.. أروع الأمثلة
الشهيد الشحات شتا
لا تختلف قصة استشهاد المجند الشحات فتحى شتا 22 عاما، عن قصص أبطال القوات المسلحة، وضرب أروع أمثلة التضحية، فى أثناء هجوم إرهابى استهدف الكتيبة وعدة منشآت عسكرية وأمنية فى آن واحد، مقدمًا روحه وجسده فداء وحماية لزملائه وكتيبته بالتصدى لإرهابى يرتدى حزامًا ناسفًا لينفجر معه بعد أن استطاع إبعاده لمسافة 100 متر.
وفى 29 يناير 2015 توجد سيارة محملة ب12 طنً متفجرات كسرت سور بوابة الكتيبة «101»، واندفع وراءها ميكروباص به 5 تكفيريين مرتدين أحزمة ناسفة ومتجهين لمخزن الذخيرة بالكتيبة لتفجيره، ولكن الشهيد الشحات عندما شاهد التكفيرى يقترب منهم وحول خصره حزام ناسف دافع عن زملائه بتصديه للإرهابى.

مصطفى خضر.. الملتزم
الشهيد مصطفى خضر
خلال مدة خدمته التى لم تتجاوز التسعة اشهر، ضرب مثلًا فى الالتزام والتفانى فى حب الوطن، استشهد فى اكتوبر 2013 خلال مهمة لم يكن مكلفا بها ولكن نظرا لمرض زميل له، سعى هو لأن يكون مكانه وطلب ذلك باصرار من قائده، ولم يكن يعلم أنه سيلقى قدره هو وعدد من زملائه فى المهمة، ففى طريق أبوصوير بالإسماعيلية هجمت على سيارتهم عدة سيارات يستقلها تكفيريون وأطلقوا وابلا من الرصاص عليهم، لاجبارهم على التوقف وكان بطلنا يقود السيارة فالتزم بأوامر قائده ولم يتوقف برغم اصابته وأخذ يناورهم، رغم انه كان ينزف بشدة إلى أن فاضت روحه هو وزملاؤه متأثرين باصاباتهم برصاص الغدر والخسة أثناء ذهابهم لاحضار تعيين وغذاء باقى الجنود.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.