«رق الحبيب وواعدنى يوم .. وكان له مدة غايب عني» .. كلمات رائعة لأم كلثوم تنساب ألحانها من أنامل عازف على آلة عود كهربائى لتطرب آذان الزائرين ل »بيت مبارك« التاريخى فى العاصمة السعودية الرياض، ضمن أغنيات كثيرة أخرى ذات طابع تراثى خليجي، لتشعر معها وكأنك عدت بآلة الزمن أكثر من نصف قرن إلى الوراء. وربما يكون «بيت مبارك» مكانا حديثا إذا ما قورن بآثار مصر القديمة التى تعود لآلاف السنين، ولكنه بالنسبة لسكان الرياض يعد من أشهر أماكنها القديمة، إذ يعود تاريخه تحديدا إلى نحو مائتى سنة .مبنى قديم يبدو غريبا وسط ناطحات السحاب والأبراج العملاقة والمراكز التجارية الفاخرة التى تملأ جنبات تلك المدينة، ويعد نموذجا للمنازل الشعبية للمواطنين قديما، ولكن تمت المحافظة عليه، وتم تطويره الآن، ليتحول إلى مزار سياحى هو الأشهر حاليا فى العاصمة السعودية. وهو ذو طابع ريفى وتراثى مخصص لإقامة المناسبات الرسمية والخاصة، للرجال أو للنساء، وعادة ما تكون زيارته جزءا رئيسيا من برنامج زيارة الضيوف العرب والأجانب إلى المملكة لحضور اجتماعات أو مؤتمرات، باعتباره قادرا بسحره وطابعه المميز على إضفاء لمسة من التفرد والفخامة والعودة إلى الجذور. ويقع فى منطقة «الدرعية»، وله إطلالات على مناطق ذات طابع خاص مثل وادى حنيفة ومزارع الوادى وسور الدرعية التاريخي، وهو صالح للزيارة صيفا وشتاء، وبه أيضا بئر عمرها 70 سنة، وشجرة عمرها 40 سنة. ولاستكمال الطابع الترفيهى المميز لهذا المكان، يجلس على الأريكة الخشبية القديمة العواد لتقديم أشهر الأغنيات. وكما بدأها ب «رق الحبيب»، اختتمها أيضا بألحان محمد عبد الوهاب وكلمات على محمود طه «كليوباترا .. أيّ حلم من لياليك الحسان، طاف بالموجِ فغنّى وتغنّى الشاطئان، وهفا كلُّ فؤادٍ وشدا كلُّ لسانِ، هذه فاتنةُ الدنيا وحسناء الزمان»، ومع سحر اللحن، وأصالة المكان، يعلو تصفيق الحاضرين.