تولى الدولة المصرية اهتماما ورعاية خاصة لم تولها أى دولة فى العالم لأصحاب الحالات والقدرات الخاصة، واحتضنتهم الدولة بكل مؤسساتها وهيئاتها وأصبحوا ممثلين فى جميع الأجهزة حتى مجلس النواب وأدمجتهم فى كل الأنشطة، وللحق شعرنا بالطفرات الهائلة فى حياتهم والمجتمع بعد أن أصبحوا أبطالا رياضيين يحصدون الميداليات الذهبية ويرفعون علم مصر عالياً خفاقاً فى البطولات العالمية، وكذلك أصبحوا مبدعين فى الفنون والدراسات وجميع الأنشطة، وهنا نقصد أصحاب الإعاقات الذهنية الخفيفة والمتوسطة التى تتجاوب مع العلاج والاندماج. ولكن لم ينل أصحاب حالات الإعاقات الذهنية الكاملة القدر نفسه من الاهتمام، وهى عشرات الآلاف من الحالات تنتشر فى جميع ربوع مصر، قد تتعامل الأسر الثرية مع الحالات التى بينها باهتمام بحكم مقدرتها على ذلك، ولكن عشرات الآلاف من البسطاء معدمى ومحدودى الدخل لايقدرون ومنهم العم عمران وزوجته اللذان شاءت إرادة الله أن يرزقا فقط بولد وبنت بإعاقة ذهنية كاملة وصلا للعشرينيات من العمر، ولايقدران حتى على التحكم فى قضاء حاجاتهم الاساسية التى معها أصبح وجود حفاضات الكبار ضرورة قصوي، ولكن من أين لزوجين كل دخلهما الشهرى 700جنيه هى أجر عمل الزوج نظير حراسة جراج سيارات أهلى صغير، وبعد سعى أهل الخير تم منحهم معاشا قدره 320جنيهاً يكفى بالكاد لشراء الحفاضات، وأبى أنصار الروتين استمرار تلك الإعانة لأسباب غاية فى الغرابة تتعلق بإعادة الإجراءات من جديد، ولا تتعلق مطلقاً بأحقية الحالتين وسوء الحالة المادية للعم عمران وغيره من البسطاء الذين شاءت أقدارهم أن يعيشوا بأربعة وعشرين جنيهاً فى اليوم. لمزيد من مقالات خالد مبارك