تستنهض وزارة البترول ثرواتها المنجمية وتضعها على بؤرة الاستثمارات العالمية، حيث تسعى الوزارة إلى استنساخ تجربة حقل ظهر كنموذج للإنجاز، وتستدعى تلك التجربة الناجحة لتطبيقها على مشروع استخراج خام الفوسفات من منجم أبو طرطور بمحافظة الوادى الجديد. وتنتظر المشروع فورة استثمارية خلال الفترة المقبلة، تبدأ انطلاقتها مع إعلان التحالف الفائز لتنمية واستثمار المشروع أبريل وتعظيم القيمة المضافة لمصر من خام الفوسفات. وتلقت شركة الوادى الصناعة الفوسفات المالكة للمنجم ثلاثة عروض لتوريد المعدات لبدء الاستثمار فى المشروع الذى اكتشفه الجيولوجى المصرى رشدى سعيد عام 1971، ومنذ ذلك الحين وفشلت كل الجهود لتنميته واستخراج الفوسفات منه، الأمر الذى وضع حاجزا نفسيا حال دون التوسع فى الاستثمار بالمشروع. وتم إسناد المشروع إلى الخبراء السوفيت عام 1974، بعد حرب أكتوبر عام 1973 بعدة أشهر، ولم يستطع السوفيت على مدار أكثر من 20 عاما وحتى عام 1994 تطوير المنجم ووضعه على خريطة الانتاج مما أثر سلبيا على اقتصاديات المشروع، وكشف عن غياب دراسات تخطيطية جيدة للاستفادة من الاستثمارات. ومنحت زيارة المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية للمشروع الأسبوع الماضى قبلة الحياة مجددا ، حيث تعد الزيارة الأولى له للمنجم، وأعلن خلال تفقده سير العمل، أننا سوف ننتهى من تطوير وتنمية المنجم وتأسيس مشروعات القيمة المضافة، خلال عامين على الأكثر. وسيعمل المشروع على استغلال وتصنيع خام الفوسفات الموجود باحتياطيات كبيرة بمنطقة هضبة أبوطرطور حيث سيتم انتاج حامض الفوسفوريك الذى يعد المادة الخام الأساسية فى صناعة الأسمدة الفوسفاتية والمركبة بما يسهم فى تلبية جانب كبير من احتياجات وخطط الدولة، فى مجالات التنمية الزراعية. وقال خالد الغزالى حرب رئيس شركة الوادى للصناعات الفوسفاتية والأسمدة المالكة للمشروع إن حجم استثمارات المشروع الإجمالية يصل لنحو 1.4 مليار دولار، ويستهدف تصدير كامل الإنتاج للخارج، مما يوفر على البلاد حصيلة دولارية، إلى جانب أن مشروع مجمع انتاج حامض الفوسفوريك بالوادى الجديد سيعتمد على 2 مليون طن سنوياً من خام الفوسفات كمدخل رئيسى للإنتاج. وأوضح أنه سيتم انتاجه من هضبة أبوطرطور بالكامل، ويضم المجمع ثلاث وحدات منها وحدة لإنتاج حمض الكبريتيك المركز بطاقة 1.6 مليون طن سنويا وأخرى لإنتاج حمض الفوسفوريك ووحدة لمعالجته بعد الإنتاج للوصول الى درجة النقاء المطلوبة فضلا عن توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية المنتجة من وحدة إنتاج حمض الكبريتيك بطاقة 33.5 ميجاوات لاستخدامات المجمع الصناعى والمنطقة السكنية الى جانب ضخ الفائض فى الشبكة القومية للكهرباء.