* رئيس النقابة العامة: حادث «محطة مصر» فردى سببه إهمال تعليمات التشغيل * نائب برلمانى: اللوائح لاتسمح بتوقيع عقوبات مشددة على المخطئين * مدير مشروع برنامج تجديد الجرارات بالهيئة: سائقو القطارات يخضعون للتقييم كل فترة مثل الطيارين
حوادث القطارات فى العالم تودى بحياة الآلاف سنويا وعلى مدار السنوات الماضية بات من المعتاد تكرار الحوادث التى ترجع فى معظم الحالات إلى أخطاء بشرية فضلا عن قدم منظومة السكك الحديدية بمعظم مكوناتها، وأشار معظم خبراء النقل بأصابع الاتهام إلى العنصر البشرى على رأس قائمة المسئولين عن حوادث النقل .. ورغم السلبيات التى تعانى منها منظومة النقل فى السكك الحديدية التى تعانى من انتهاء العمر الافتراضى للجرارات والقطارات وتهالك معظمها.. إلا أن كلمة السر تكون هى العنصر البشرى . «تحقيقات الأهرام» تفتح الملف الشائك وتتحدث مع الأطراف المعنية والخبراء يطرحون رؤيتهم .. يقول عبد الفتاح أحمد فكرى رئيس النقابة العامة للسكك الحديدية ومترو الأنفاق، إن سائق قطار حادثة محطة مصر لم يتبع التعليمات الصحيحة التى تضعها الهيئة من إجراء سير القطارات، وما حدث مع السائق هو حدوث محاشرة بين الجرار وقطار آخر فى «حوش ورش الصيانة» الخاص بالتجهيزات وبالطبع عندما حدثت (المحاشرة) ترك السائق الجرار ونزل دون اتباع التعليمات الواجب اتباعها عند وقوف القطار، وعند مغادرة السائق، فهو لم يتبع التعليمات التى تنظمها لائحة التشغيل وهى تأمين الجرار أثناء وقوفه وعندما أهمل التعليمات وترك الجرار انطلق الجرار بسرعة جنونية واصطدم برصيف رقم 6 !! وحول مدى انضباط سائقى الجرارات والمخاوف التى انتشرت بين بعض المواطنين بعد وقوع كارثة محطة مصر، أكد أن هذا الحادث فردى ولا يعبر عن جموع العاملين، وأن السائق سبق توقيع جزاءات عديدة بحقه، غالبيتها بسبب أخطاء ارتكبها أثناء ممارسته لعمله وسوف يتم تقديمه للمحاكمة لينال العقاب والجزاء المناسب له. وأوضح أن قطاع السكك الحديدية يشهد تطورا كبيرا فى نواح كثيرة ، وقامت الدولة بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالنهوض بهذا المرفق الحيوى وتم توقيع عقود نهائية لتطوير السكة الحديد تقترب قيمتها من 50 مليار جنيه، وهناك مشروعات أخرى أبرمتها وزارة النقل حتى عام 2030 تتجاوز قيمتها أكثر من 150 مليار جنيه، بجانب العقود النهائية التى وقعتها بقيمة 50 مليار جنيه وعلى رأسها العقود التى وقعتها الدولة مع الشركة الروسية لتوريد 1300 عربة ركاب جديدة بما يعادل 22 مليار جنيه تشمل 500 عربة درجة 3 مكيفة والتى تدخل الخدمة لأول مرة و500 عربة عادية و300 عربة مكيفة درجة أولى مع إعادة تأهيل 81 جرارا آخر كانت خارج الخدمة بتكلفة مالية 10 مليارات جنيه وستدخل الخدمة فى مصر فى منتصف 2020 وسوف يلمس المواطن هذا التطور الكبير فى مرفق السكة الحديد. ويضيف عبدالفتاح فكرى أنه توجد ورش صيانة على أعلى مستوى لكن مازال هناك نقص فى قطع الغيار لأن معظم الجرارات موديلات قديمة ومن ناحيته يؤكد أن الجرار لا ينطلق على السكة إلا بالصيانة الشاملة وجاهزيته للتشغيل، وفرملته السليمة، ولم ينكر وجود مشكلات فى الهيئة أولها عجز بقطع الغيار وحركة التشغيل لدينا 24 ساعة ويوجد جرارات تعمل منذ 40 سنة، لكن سنعبر الأزمة حيث إنه سيضاف حوالى 100 جرار حديث للهيئة تم التعاقد عليها وتسليمها فى منتصف العام القادم ويجرى التجهيز لصيانة الجرارات الأمريكية وعددها 80 جرارا . تحدثت «الأهرام» مع أحد قدامى السائقين الذى رفض ذكر اسمه وأشار إلى أن هذه النوعية من الجرارات كابينتها ضيقة والكنترول أو جهاز التحكم قريب جدا من كرسى السائق وفى حالة قيام السائق بسرعة يؤدى إلى الاحتكاك، وفى حالة مناورة الجرارات لابد من وجود عامل مناورة مع السائق، ومعظم السائقين على كفاءة ولا ينقصهم التدريب النظرى فى المعهد يحاضر فيه خبراء على كفاءة لكن 90% من نظرى المعهد لايطبق على أرض الواقع. ويضيف أنه من التعليمات عدم تشغيل معظم أجهزة التحكم الآلى بالجرارات، فهناك 39 جرارا بها أجهزة حديثة وسليمة لكن باقى الجرارات وهى نحو 180 بها أجهزة تحكم آلى تقليدية ومعظمها معطل وبه خلل ويعطى بيانات خطأ وهى تمثل ثلاثة أرباع الجرارات، ومع بعض الإشارات لا يعطى تعليمات صحيحة، لكنه أكد أنه يجرى تحديث الكنترولات أى التحكم الآلى بأجهزة حديثة وهنا يجب الإصلاح السريع لهذه الأجهزة التى تضلل السائق أو إلغاء عملها والاعتماد على نظر السائق كما كان متبعا سابقا. ويقول المهندس عصام سليم مدير مشروع برنامج تجديد الجرارات بهيئة السكك الحديدية أن جميع خطوات التشغيل فى الهيئة تخضع لتعليمات محددة ومكتوبة، وتنفذ وتراقب على جميع المستويات والسؤال: هل السائق ملام فى جميع حوادث القطارات؟ الاجابة السريعة هى لا والإجابة الأشمل اذا التزم السائق بالتعليمات فهو بريء وجميع سائقى القطارات يخضعون لاختبارات تأهيل فنية وطبية ومحاكاة وإعادة تاهيل كل فترة محددة مثلهم مثل الطيارين ومن لا يثبت قدرته فى اختبارات التأهيل ولا يحقق المطلوب فى اختبار المحاكاة لا يسمح له بالقيادة ويوجه الى أعمال أخري، ومعظم السائقين ملتزمون بالتعليمات والهيئة تسير 850 رحلة يومية وتنقل مليون راكب يوميا و40% من حوادث القطارات سببها المزلقانات وعدم التزام العربات بالإشارات والأجراس والأنوار وجميع الجرارات العاملة مزودة بأجهزة تحكم أتوماتيكيه لسرعة الجرار ليكون متوافقا مع المسموح من نظام الإشارات وهناك التزام كامل من جموع السائقين بعدم عزل الأجهزة والالتزام الكامل بالسرعة المسموح بها من الإشارات, وأوضح أن سائق القطار يختلف عن سائق السيارة فهو لايختار الطريق وإنما وظيفته الاساسية هى مراقبة الاشارات والالتزام بالمسموح فى سرعة او إيقاف القطار تماما. يقول النائب أحمد حسين عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب إن اللجنة قامت بمعاينة (الحوش) ورشة الصيانة وإعداد القطارات للرحلات . وخزان الوقود داخل القطار كان ممتلئا ومع شدة الارتطام بالصدادات انفجر واشتعل مؤكداً أنه لابد من تغليظ اللوائح والعقوبات لتصل إلى الفصل من الخدمة وهو ما ينظره المجلس فى دور الانعقاد الحالى إضافة الى ضرورة توقيع الكشف الطبى على هؤلاء السائقين بشكل مفاجئ وليس بشكل دورى منتظم أما طلعت بهلول استشارى السلامة المهنية وسلامة الطرق فيرى أن هذا الحادث لابد أن يتم التحقيق فيه بدقة بالغة وأوضح أن بعض السائقين يلجأون الى إلغاء جهاز تثبيت السرعة فى العربات الديزل فى الفترة الأخيرة لأن السيمافور يحدد مخالفات السرعة للسائق عندما يتواجد هذه المثبت ومرور القطار حاملاً هذا المثبت بجوار السيمافور خاصة ويجب اجراء اختبارات دورية على السائقين لكشف تعاطيهم المخدرات من عدمه. يطالب عماد نبيل استشارى السلامة على الطرق والنقل بأن يعاد النظر فى مواعيد دخول وخروج الجرارات داخل (الحوش) وأن يراعى السرعة المقررة ومراجعة هؤلاء السائقين وتحليلاتهم الطبية حتى لاتتكرر مثل هذا الحوادث. ويقول النائب محمد زين الدين وكيل لجنة النقل والموصلات بالبرلمان للأسف الشديد إن العنصر البشري في كل حوادث السكة الحديد هو العامل الرئيسي في جميع حوادث القطارات التي تمت في الفترة الأخيرة ولجنة النقل قامت بزيارة الي محطة مصر لمتابعة تطورات الحادث وأشار إلى أن هيئةالسكة الحديد تحتاج إلي إعادة تاهيل للموظفين والسائقين والمسئولين عن الامانة والسلامة المهنية وتعديل عمل لائحة الجزاءات والعقاب الخاص بالعاملين حتي يتسني ردع المستهترين بأرواح المواطنين. ويري الدكتور احمد الشامي خبير اقتصاديات النقل ودراسات الجدوي أن كل التقارير العالمية تشير إلي أن 97% من الحوادث ترجع للعامل البشري. ونبه إلي أن منظومة السكة الحديد في حاجة إلي إعادة تأهيل علي المستوي المهني والتدريب والتطوير الفني وتجديد اسطول الجرارات للقطارات وهذا ما يحدث حاليا ومنذ تولي الرئيس السيسي فقد أهتم بتطوير هذا القطاع وتم عقد عدد من الصفقات لإحلال عربات وجرارات جديدة للسكك الحديدية التي تم إهمالها علي مدي 30سنة لم يتم تحديثها حتي إن بعض الجرارات مازالت بالخدمة منذ أكثر من أربعين عاما وهذا امر غير موجود في أي دولة في العالم .