خسرت إحدى الشركات الكبرى للمنتجات الرياضية، ما يقرب من مليارى دولار الأسبوع الماضى من قيمتها السوقية، بسبب تمزق حذاء من منتجاتها، فى أثناء مباراة فى كرة السلة بالدورى الأمريكى. سقط لاعب السلة الأمريكى الصاعد زيون ويليامسون على الأرض، بعد أربعين ثانية فقط من بدء مباراة فريقه، بسبب تمزق حذائه الذى يحمل العلامة التجارية للشركة، ليضع الشركة الأشهر فى عالم الملابس الرياضية، فى حرج بالغ، إذ لم تمض ساعات على تداول القصة، حتى خسرت ما قدر بنحو 1٫35% من تعاملاتها فى البورصة الأمريكية، وهو ما ترجمه خبراء اقتصاديون بنحو 1٫46 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، التى تتصدر كبريات شركات صناعة الملابس والأحذية الرياضية فى العالم، وتقدر بنحو أحد عشر مليار دولار أمريكى. لم تكذب الشركة خبرًا، إذ سرعان ما أطلقت أول بيان لها تعليقًا على الحادث، تؤكد فيه أنها تولى مسألة الجودة فى منتجاتها الأهمية القصوى، وأن ما حدث لزيون ويليامسون، مجرد حادث فردى، مشيرة إلى أنها أوكلت الموضوع لفريق تحقيقات يضم عددًا من كبار المتخصصين فى الجودة بالشركة، لفهم حقيقة ما حدث. فى بلاد أخرى لا تعرف معنى الجودة، ولا طبيعة المنافسة الاقتصادية فى أسواق لا ترحم، كان من الممكن أن يمر الموضوع مرور الكرام، خصوصًا أن القضية تتعلق بلاعب مغمور يلعب فى دورى الجامعات، وليس من تلك العينة من اللاعبين المحترفين فى الدورى الأمريكى، الذين تتضمن بورصة انتقالاتهم الموسمية أرقامًا فلكية، لكن الشركة التى تملك وحدها ما يزيد على عشرين ألف فرع داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، فضلا على مئات الفروع والتوكيلات الأخرى المنتشرة فى أكثر من مائة دولة حول العالم، تعاملت مع الأمر بما يستحقه من أهمية، لأنه يتعلق بالفهم الصحيح لما يصفه خبراء المال والأعمال ب «القيمة السوقية للعلامة التجارية»، التى تستمدها، بالأساس، من مدى احترام الزبون وثقته فى المنتج. قبل نحو خمس سنوات، اختير مؤسس شركة الشركة ضمن قائمة فوربس المعروفة للأثرياء حول العالم، وقد بدأ مشواره منتصف الستينيات بائعا متجولا للأحذية، على غرار صغار التجار الذين يفترشون مختلف أنواع البضائع من أحذية وملابس ومفروشات، بمحاذاة مسجد الفتح فى ميدان رمسيس، لكنه تمكن خلال سنوات قليلة، من أن يؤسس شركته التى أصبحت واحدة من أكبر شركات الملابس والأحذية الرياضية حول العالم. والقصة فى مجملها تستحق التأمل، ولعلها تلهم كثيرًا من صناعنا، خصوصًا نحن مقبلون على سوق إفريقية واعدة، يسيل لها لعاب العديد من الشركات الأوروبية الكبرى، فيما المارد الصينى يترقب منذ فترة متحفزًا لالتهام الكعكة وحده. لمزيد من مقالات أحمد أبو المعاطى