حث الرئيس باراك أوباما الأمريكيين علي التحلي بالصبر في السعي لإعادة بناء اقتصاد البلاد الضعيف وهو يدعوهم من أجل منحه ولاية جديدة في منصبه, ورفض في تحد مقترحات منافسه الجمهوري ميت رومني لاستعادة النمو, مؤكدا أن الولاياتالمتحدة أمام خيار بين رؤيتين مختلفتين, وأن خصمه عالق بحقبة الحرب الباردة وليس مستعدا للتعامل مع التحديات علي الساحة العالمية. وأقر أوباما, في كلمة قبوله الترشيح للرئاسة في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي, بأن البلاد ما زالت تواجه التحديات الاقتصادية, لكنه شدد علي أن المشكلة يمكن تسويتها مع مرور الوقت. وقال أوباما, الذي تولي منصبه في يناير2009 في أوج الأزمة الاقتصادية, يا أمريكا لم أقل قط أن هذه الرحلة ستكون سهلة ولن أعدكم بذلك الآن.. نعم طريقنا أصعب لكنه سيفضي الي وضع أفضل.. بالنسبة لنا, التغلب علي التحديات التي نشأت علي مر عقود سوف يستغرق بضع سنوات قليلة وهذا سيتطلب جهدا مشتركا ومسئولية مشتركة. وهاجم أوباما منتقديه من الجمهوريين الذين انتقدوا فشله في تقليص معدل البطالة دون معدل ال8% خلال ترشيحهم لرومني الأسبوع الماضي. وقال: الجمهوريون يسعدون كثيرا بالحديث عن كل شيء يعتبرونه خاطئا في أمريكا, لكن ليس لديهم ما يقولونه عن كيفية تصويب ذلك.. يريدون أصواتكم لكنهم لا يريدونكم أن تعرفوا خطتهم. وأكد أوباما أن الانتخابات التي يخوضها في السادس من نوفمبر المقبل أمام رومني تعد بمثابة خيار بين رؤيتين مختلفتين للولايات المتحدة. وأضاف في كل قضية الخيار الذي تواجهونه ليس فقط بين مرشحين أو حزبين.. الخيار سيكون بين مسارين مختلفين لأمريكا. وأكد أوباما أن النهج الذي اختاره ربما يكون شاقا, إلا أنه سيحقق النهوض الاقتصادي, مشيرا إلي أن الإجراءات التي اتخذها مثل انقاذ صناعة السيارات بدأت تؤتي ثمارها.ورفض الرئيس الأمريكي مقترحات رومني لخلق فرص العمل, وانتقده قائلا إنه لا يلتفت للمواطن الأمريكي العادي, ولا يريد سوي مكافأة الأثرياء بتخفيضات ضريبية وتحرير البنوك الكبري والسماح لشركات الطاقة بوضع سياسة لاجراء مزيد من عمليات الحفر بحثا عن البترول. وكان رومني تعهد بخفض الضرائب20% للأمريكيين بمن فيهم الموسرون وإلغاء بعض تخفيضات ضرائب الدخل للتعويض عن نقصان العائدات الضريبية. وكان يدافع عن زيادة كبيرة في إنتاج النفط والتجارة بهدف خلق12مليون فرصة عمل علي مدي أربعة أعوام. وذكر أوباما أنه وعد بإنهاء الحرب في العراق قبل أربع سنوات وقد فعل ذلك, وأعاد التركيز علي الإرهابيين الذين هاجموا أمريكا, وقد أضعف بالفعل زخم طالبان في أفغانستان. وأضاف أن أطول حرب عرفتها بلاده في أفغانستان سوف تنتهي عام 2014, مؤكدا أن تنظيم القاعدة علي طريق الهزيمة بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن. وهاجم أوباما منافسه رومني ونائبه بول رايان, قائلا إنهما ليسا مستعدين للتعامل مع التحديات القائمة علي الساحة العالمية. وتابع خصمي ونائبه حديثا العهد بالسياسة الخارجية, لكن من خلال كل ما شاهدناه وسمعناه, فهما يرغبان في إعادتنا إلي الوراء لحقبة الصلف والتخبط التي كلفت أمريكا الكثير. وقال أوباما إن قضايا مثل الإرهاب وأزمة الديون الأوروبية وبرنامج إيران النووي تشكل تحديات أمام الولاياتالمتحدة, لكن رومني عالق بحقبة الحرب الباردة, وانتقده لعدم توافر خطة لديه للتعامل مع أفغانستان. وقبل كلمة أوباما, ألقي جو بايدن نائب الرئيس الامريكي, الذي أعلن ترشيحه رسميا لفترة ولاية جديدة, كلمة حماسية مؤثرة, واغرورقت عيناه بالدموع خلالها حين ورد ذكر قدامي المحاربين. وقال بايدن إن أوباما لديه شجاعة الروح ورأفة القلب وعزيمة من الصلب. وشن خلاله هجوما حادا علي الجمهوريين وعلي مرشحهم رومني, قائلا إنه لن يكون رهانكم جيدا إذا راهنتم ضد الشعب الأمريكي, إننا ليس لدينا النية كي نقلص حجم الولاياتالمتحدة وقوتها. وأكد بايدن أنه سيظل هو وأوباما يواجهان بطء النمو الاقتصادي وارتفاع معدل البطالة. وفي رد فعله علي كلمة الرئيس, ذكر المرشح عن الحزب الجمهوري, في بيان لحملته, أن أوباما لا يتعين عليه أن يبدأ في الإعلان مجددا عن وعود جديدة, لكنه يتعين عليه أن يقدم تقريرا عن نتائج وعوده في حملته عام2008 لإنعاش الاقتصاد وتحقيق الاستقرار للموارد المالية للحكومة. وقال رومني خلال السنوات الأربع الماضية قال الرئيس إنه سيسعي لتوفير وظائف للشعب الامريكي وهذا لم يحدث, وقال إنه سيقلص العجز إلي النصف وهذا لم يحدث. وقال إن الدخل سيرتفع وبدلا من ذلك انخفض. ولم تظهر مؤشرات علي أن مؤتمر الحزب الديمقراطي منح أوباما قفزة في التأييد الشعبي, فقد ذكر استطلاع للرأي, أجرته مؤسسة إبسوس لحساب وكالة رويترز ونشرت نتائجه أمس الأول, أن رومني ما زال يتقدم بنسبة45% مقابل44% لأوباما بين الناخبين المرجح أن يدلوا بأصواتهم. نجوم هوليوود يدعمون أوباما تشارلوت( نورث كارولاينا)- وكالات الأنباء: حظي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدعم بعض نجوم هوليوود في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي.وقالت الممثلتان سكارليت جوهانسون وكيري واشنطن إنهما تدعمان أوباما ليس كنجمتين ولكن كنساء أتين من خلفيات اجتماعية شهدت مدي تأثير برامج الحكومة. وهاجمت الممثلة إيفا لونجوريا بطلة المسلسل الأمريكي الشهير زوجات يائسات خطط الضرائب التي يطرحها مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني, قائلة إنه سيرفع الضرائب علي أسر الطبقة المتوسطة من أجل تخفيضها عليه... وعلي أنا أيضا, مؤكدة أنها كنجمة سينمائية لا تستحق أن تحصل علي أي تخفيضات ضريبية.