كثيرا ما اسأل نفسى لماذا جعل الله سبحانه وتعالى الأرواح سرا من أسراره التى لم يكشف عنها «قل الروح من أمر ربى»..هل لأن الأرواح هى أهم أسرار الحياة وهى الكيان الغامض الذى لا نراه وإن كان يرانا؟..أم لأنها أهم أسرار البشر حين ينتهى كل شىء وتصعد إلى خالقها..ما الذى يجعل روح الإنسان تحلق مع إنسان آخر وينسجان قصة حب فيها كل أسرار الكون التى لا يعرفها أحد؟..لماذا تتواصل روح مع روح أخرى أو تتنافر أو ترفض بعضها البعض؟ إن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يقول الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف.. أى أن بين الأرواح لغة غير تلك التى يتكلم بها البشر..ولغة الأرواح هى التى يسميها العلماء الآن كيمياء التواصل بين الناس أن ترفض إنسانا وأنت لا تعرف أسباب الرفض أو أن تحب إنسانا وأنت أيضا لا تعرف سببا لهذا الحب..إن تواصل الأرواح يبدأ بالكلام والحوار وينتهى عند لغة التوحد والانصهار وكل هذه المشاعر يمكن أن تأتى بلا مقدمات أو شواهد أنت لا تعرف سببا للحب انه يأتى فجأة وتجد نفسك مشدودا إلى شخص ما وتشعر معه انك خلقت من أجله وان بينكما شيئا ما قبل أن تلتقيا إن اللقاء لم يكن بداية الحب ولكن هناك مشاعر أخرى غامضة تكشفت أمامك فى هذا الإنسان حين أحببته.. إن اندماج الأرواح أعلى درجات التواصل الإنسانى وبعد ذلك يجىء الحب والمشاعر والأشواق واللهفة ولكن الأرواح تحمل سر هذه الأشياء وحتى الآن ولأن الروح سر الخالق سبحانه وتعالى يختلف الناس فى تحليل ظواهر الحب وشواهده ومن فى جسم الإنسان يملك طاقة الحب..هناك من يقول انه القلب.. وهناك من يرى انه المخ وقد يرى البعض انها العيون والأجساد حين تتوحد وتتقارب وتحب أو تكره أى أن الحب سر من أسرار الروح وهو إرادة إلهية.. انك لا تعرف ميعادا للحب ومتى يجىء وربما يرحل؟ انك لا تستطيع أن تعرف سببا لأنك أحببت هذا ورفضت ذاك إن كل الأشياء تدور وتتوقف أمام سر الخالق سبحانه وتعالى.. إنها الروح سر أسرار الكون والإنسان والحياة. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة