قررت الحكومة الفنزويلية إقامة حفلين موسيقيين على حدودها مع كولومبيا، ردا على الحفل الموسيقى «الخيري» الذى دعا إليه الملياردير البريطانى ريتشارد برونسون لتمويل شراء مواد طبية وغذائية لإغاثة الشعب الفنزويلي. ويتطلع الملياردير البريطانى إلى محاكاة ما قام به نجم الروك الآيرلندى بوب جيلدوف عندما نظم حفلا موسيقيا بعنوان «لايف أيد» لجمع الأموال لإثيوبيا. ويسعى برونسون إلى جمع 100 مليون دولار، خلال 60 يوما، لتقديم المساعدات إلى الشعب الفنزويلي، وهو الأمر الذى ترفضه كاراكاس، وتقول إن فنزويلا لا تعانى من أزمة إنسانية. وردا على برونسون، قال وزير الإعلام الفنزويلى خورخى رودريجيز إن حكومة بلاده تخطط لتنظيم حفلين موسيقيين يومى 22 و23 فبراير على جسر سيمون بوليفار، الذى يربط بين فنزويلاوكولومبيا. وفى غضون ذلك، رفض الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو النغمة التى تحدث بها نظيره الأمريكى دونالد ترامب حول يوم جديد فى فنزويلا، فى دعوة إلى الإطاحة بنظام الحكم الحالى ودعم زعيم المعارضة خوان جوايدو. وشبه مادورو خطاب نظيره الأمريكى بطريقة النازي، منتقدا طريقة ترامب فى توجيه أوامر للجيش الفنزويلي. وقال: «من هو قائد القوات المسلحة، دونالد ترامب؟، يعتقدون أنهم يحكمون هذا البلد». وفى الوقت ذاته، أعلن مادورو أن روسيا أرسلت إلى بلاده 300 طن من المساعدات الإنسانية، مجددا رفضه السماح بدخول مساعدات وأدوية أرسلتها الولاياتالمتحدة وتعتزم المعارضة إدخالها بالقوة. وجدد وصفه المساعدات الأمريكية المكدسة فى كولومبيا على الحدود مع فنزويلا، بانتظار السماح لها بالدخول، بأنها «استعراض سياسي» و»فخ مخادع».وكان الرئيس الأمريكى قد وجه تحذيرا شديد اللهجة للقادة العسكريين الفنزويليين بأنهم قد «يخسرون كل شيء» فى حالة رفضهم دعم جوايدو. وقال ترامب فى خطاب ألقاه فى ميامى أمام الجالية الفنزويلية فى فلوريدا «أنظار العالم بأسره مسلطة عليكم اليوم»، داعيا الضباط الفنزويليين الموالين لمادورو للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى بلادهم. وأضاف : «لا يمكنكم الاختباء من الخيار الذى يواجهكم، يمكنكم أن تختاروا قبول عرض العفو السخى الذى قدمه الرئيس جوايدو والعيش بسلام مع عائلاتكم ومواطنيكم». وتابع ترامب «أو يمكنكم اختيار المسار الثاني: مواصلة دعم مادورو .. إذا اخترتم هذا المسار لن تجدوا ملاذا آمنا، لن تجدوا مخرجا سهلا، لن يكون هناك سبيل للخروج .. ستخسرون كل شيء». وصفق الحاضرون مطولا للرئيس الأمريكي، الذى رافقته زوجته ميلانيا، والذى وصف الرئيس الفنزويلى بأنه «دمية كوبا». وهاجم ترامب بحدة «الاشتراكية» قائلا أن «أيام الشيوعية معدودة فى فنزويلا لكن أيضا فى نيكاراجوا وكوبا». وقال إن السلطات الأمريكية تعرف «أين تتواجد مليارات الدولارات التى سرقها» عدد صغير من أعضاء النظام الحاكم فى كاراكاس. ورغم الإعلان أنه يفضل «انتقالا سلميا» فى فنزويلا، قال الرئيس الأمريكى إن «كل الخيارات» مطروحة على المائدة بخصوص هذا البلد الذى يشهد أزمة اقتصادية دفعت بأكثر من 2٫3 مليون شخص إلى النزوح، بحسب الأممالمتحدة.