تحتفل مصر اليوم وأسرة الأهرام بذكرى رحيل اثنين من أهم أعمدة السياسة والصحافة والثقافة المصرية خلال القرن العشرين، فى السادس عشر والسابع عشر من فبراير عام 2016. هما الدكتور بطرس بطرس غالى مؤسس مجلة السياسة الدولية بالأهرام والمفكر وأستاذ السياسة ووزير الدولة للشئون الخارجية والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة،والأستاذ محمد حسنين هيكل عميد أسرة الأهرام والصحافة المصرية والعربية، الذى بدأت حياته الصحفية عام 1942 ورأس الأهرام عام 1957 وأسس نهضته الحديثة، التى كان من بين أعمدتها الدكتور بطرس بطرس غالي. وفى تصريح للأهرام ،قال الدكتور مصطفى الفقى رئيس مكتبة الإسكندرية » نحتفل اليوم بتوقيع إنشاء جناح هيكل فى المكتبة بعد استكمال انتقال متعلقاته وأكثر من 12 ألف كتاب وخطاب ووثيقة وصورة نادرة إلى المكتبة، وستحضر الاحتفال السيدة هدايت تيمور حرم الكاتب الكبير ورئيس مجلس إدارة مؤسسة هيكل للصحافة العربية وكذلك أبناؤها على وحسن وأحمد هيكل، ويضم جناح هيكل كذلك كل متعلقات مكتبه المفضل الذى ارتبط بممارسته المهنة بما فيها مقعده والخرائط والصور التاريخية التى كانت تزين مكتبه. وقال الدكتور الفقى إن هذا التوقيع يأتى فى إطار اهتمام المكتبة بالتراث الإنسانى وبالعملاقين المصريين الكبيرين هيكل وبطرس غالى فى السياسة والصحافة اللذين أقامت لكل منهما جناحا خاصا يحوى متعلقاته وإنتاجه الفكرى لإتاحته للباحثين والدارسين وطلاب العلم فى الأجيال الحديثة. وتحيى أسرة الأستاذ هيكل (23 سبتمبر 1923 17 فبراير 2016) اليوم الذكرى الثالثة لرحيل عميدها بزيارة مقبرته فى دار العودة بمصر الجديدة وقراءة ما تيسر من الذكر الحكيم على روحه الطاهرة ، فى نفس الوقت الذى يتواصل فيه فرز مئات من طلبات الترشح لجائزة هيكل للصحافة العربية والتى تعلن أسماء الفائزين بها فى ذكرى ميلاده فى 23 سبتمبر المقبل. أما فى ذكرى الدكتور بطرس بطرس غالى ( 14 نوفمبر 1922 16 فبراير 2016) فقد أقامت اسرته قداسا أمس على روحه بالكاتدرائية البطرسية بحضور حرمه السيدة ليا نادلر وشقيقه واصف غالى . ويقيم تلامذته ومحبوه حلقات من البحث وندوات على أعماله الفكرية ومواقفه السياسية، وكان الدكتور غالى أسس مجلة السياسة الدولية بالأهرام وظل باحثا وكاتبا ومفكرا من أعمدتها ، وطرح على الرئيس السادات فكرة الولاياتالمتحدة العربية، وقد عمل مديرا لمركز الأبحاث فى أكاديمية لاهاى الدولية ثم شغل منصب وزير الدولة للشئون الخارجية فى عهدى الرئيسين السادات ومبارك ثم الأمين العام للأمم المتحدة عام 1992 لفترة واحدة مدتها خمس سنوات، كانت حافلة بالمواقف والأحداث المشهودة أهمها الصدام مع الولاياتالمتحدة بسبب مواقفه المبدئية من بلطجة إسرائيل والإبادة الجماعية فى أفريقيا والبوسنة والهرسك وقضايا الشرق الأوسط ، مما جعل واشنطن تستخدم الفيتو ضد ترشحه لفترة ثانية رغم الإجماع الأفريقى والدعم الدولى له، وبعدها اختير نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية، وأمينا عاما لمنظمة الفرانكفونية الدولية. كما شغل منصب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان فى مصر حتى استقالته لظروفه الصحية عام 2011.