عنوان معبر اختاره الزميل إبراهيم داود لكتابه الجديد الممتع الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة «طبعا أحباب». وقل مثل ذلك عن عنوانه الفرعى جولة فى حدائق الصادقين. يأخذنا الكتاب فى جولة ما أن تبدأها حتى تجد نفسك مستمرا حتى نهايتها. تشمل الجولة أدباء وفنانين ملأوا حياتنا بهجة وجمالاً بأقلامهم وأصواتهم وألحانهم، وغذوا أرواحنا بما اسماه المؤلف الإبداع العفي. أشاركه محبتهم جميعاً، وأتفق معه على معظم ما كتبه عنهم. ولا أختلف إلا على ما اتفق فيه مع الأديب الإيطالى أمبرتو إيكو بشأن اعتبار الفيلسوف وعالم الطبيعة كاتبين غير مبدعين. الفلسفة هى الأصل فى الإبداع الإنسانى تاريخياً. والعلم الطبيعى هو الذى فتح الباب أمام دك حصون التخلف فى نهاية العصور الوسطى عبر إبداعات كوبرنيكوس وجاليليو وبرونو، بالتزامن مع إرهاصات عصر النهضة والنزعة الإنسانية فى الأدب. وتلك هى المحطة الأولى فى طريق التحرر الفكرى والثقافى الذى غير مجرى تاريخ أوروبا، ثم العالم. الإبداع، إذن، هو ما ينتجه العقل الذى يسعى إلى التجديد والتحرر فى مختلف المجالات. ولأن الإبداع عالمي، لم تقتصر جولة داود على مبدعين مصريين، بل شملت آخرين فى العالم، مثل إيكو، وبورخيس، وماركيز، وفى منطقتنا مثل محمد الماغوط وأُنسى الحاج. أما الأحباب المصريون الذين أخذنا إلى حدائقهم، وحاول تلخيص جوهر إنجاز كل منهم, فهم متنوعون. بينهم ملحنون مبدعون (زكريا أحمد، وعمار الشريعي، وبليغ حمدي، والموجي)، وفنانات تملأن حياتنا نغماً (هدى سلطان، وسعاد محمد، وشادية، ووردة، وصباح)، وأدباء كبار (نجيب محفوظ، ومحمد عفيفى مطر، وإبراهيم أصلان، وخيرى شلبي، ومحمد البساطي، وإدريس علي)، وشعراء طوروا شعر العامية كل بطريقته (أحمد فؤاد نجم، والأبنودي، وسيد حجاب)، وآخر شغلته قضية الحرية (حلمى سالم)، ورسام كاريكاتير قال عنه المؤلف بحق إنه خلاصة البداهة المصرية (حجازي) . أما الحبيبان زميلا العمر فى مركز دراسات الأهرام (محمد السيد سعيد، وحامد العوضي)، اللذان ذكرهما مرتين فى سياق الكتاب، فروحاهما ترفرفان حولنا طول الوقت, وكذلك الأحباب الثلاثة الذين أهدى الكتاب إلى أرواحهم محمد كامل القليوبي, وأحمد سيف الإسلام, وكمال القلش. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد