فى محاولة جادة لتأمين التمويل اللازم لعمل الإدارات الفيدرالية، أقر الكونجرس الأمريكى بغرفتيه النواب والشيوخ أمس مشروع قانون لتمويل الإدارات الفيدرالية، من شأنه أن يجنب البلاد إغلاقا حكوميا وشيكا، وذلك فى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أنه لن يعرقل هذا المشروع وسيوقع عليه بمجرد وصوله إليه، لكنه سيعلن أيضا حالة الطوارئ الوطنية، سعيا منه لتجاوز الكونجرس لتمويل بناء جدار على الحدود مع المكسيك. وجاءت مصادقة مجلس النواب الأمريكى على مشروع هذا القانون بأغلبية 300 صوت مقابل 128، وذلك بعد أن توافق الحزبان الجمهورى والديمقراطى على نصه فى أعقاب مفاوضات شاقة جرت بينهما بشأنه، وبعد موافقة مجلس الشيوخ عليه فى وقت سابق بأغلبية 83 صوتا مقابل 18 وإحالته إلى النواب. ويقضى مشروع القانون بتخصيص أكثر من 300 مليار دولار لتمويل مختلف الهيئات والوكالات الحكومية الأمريكية، بما فيها وزارة الأمن الداخلي. ويشمل هذا التمويل 1٫37 مليار دولار لبناء 88 كيلومترا من هذا الجدار، أى بمعدل 25% فقط من إجمالى المبالغ المالية التى طلبها ترامب، والتى تقدر ب 5٫7 مليار دولار لتمويله. ويعتزم ترامب بالتالى إعلان حالة الطوارئ الوطنية للحصول على المبلغ المتبقى عبر آلية تحويل 2،7 مليار دولار من الأموال المخصصة لصالح وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» لبناء هذا الجدار. ومن جانبها، قالت سارا ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض: «إن الرئيس ترامب سيوقع مشروع قانون التمويل الحكومى ، وسيعلن حالة طوارئ وطنية، من أجل ضمان تحقيق الأمن القومى ووقف الأزمة الإنسانية عند الحدود» وأضافت: «إن الرئيس وللمرة الثانية يعد ببناء السور لحماية الحدود مع المكسيك ولتأمين بلادنا العظيمة». وقالت نانسى بيلوسي، رئيسة مجلس النواب وتشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ فى بيان مشترك: «إن إعلان حالة الطوارئ الوطنية سيكون عملا خارجا عن القانون وانتهاكا جسيما لسلطة الرئاسة، ومحاولة يائسة لصرف الانتباه عن حقيقة أن الرئيس ترامب قد تخلف عن وعده الأساسى بجعل المكسيك تدفع تكلفة الجدار».وأضافا: «إنه دليل آخر على الازدراء الفاضح من جانب الرئيس ترامب لحكم القانون. هذه ليست حالة طوارئ. سيدافع الكونجرس عن سلطاتنا الدستورية».