يلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم كلمة تاريخية فى الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونيخ للأمن، يستعرض فيها تجربة مصر فى محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، وجهود محاصرة هذه الظاهرة خلال السنوات القليلة الماضية. وسيطرح الرئيس الرؤية المصرية للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، فى ضوء الثوابت التى تؤكد الحفاظ على كيان الدولة الوطنية، وتماسك مؤسساتها، وقواتها الوطنية النظامية، واحترام سيادة الدول على أراضيها، وسلامتها الإقليمية. كما يستعرض الرئيس، فى كلمته، رؤية مصر لتعزيز العمل الإفريقى فى المرحلة المقبلة، فى ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى بالعام الحالى. وقد شارك الرئيس أمس فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وسط حضور دولى رفيع المستوى، يضم أكثر من 700 مشارك من نحو 40 دولة. وخلال مشاركته فى مأدبة غداء خاصة أقامتها إدارة المؤتمر على شرفه، بحضور عدد من رؤساء كبرى الشركات الألمانية والعالمية، استعرض الرئيس السيسى الإنجازات الاقتصادية التى حققتها مصر منذ إطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادى، الذى يستند إلى حزمة من التدابير المالية والنقدية، لمعالجة الاختلالات الهيكلية، وضبط الموازنة العامة للدولة، وتوفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما انعكس فى مجمله بصورة إيجابية على المؤشرات الاقتصادية الكلية، وتحسن تصنيف مصر الائتمانى، وفقا للمؤسسات الدولية المتخصصة. وأشار الرئيس إلى المزايا التى يتمتع بها الاقتصاد المصرى حاليا، من حيث توافر البنية التحتية اللازمة، والأيدى العاملة الماهرة منخفضة التكلفة، بالإضافة إلى الحوافز المالية والضريبية غير المسبوقة التى يوفرها قانون الاستثمار الجديد، وحجم السوق الكبير، والبنية التشريعية المناسبة، فضلا عن تنفيذ الدولة سلسلة من المشروعات القومية الكبرى، لتحفيز الاقتصاد ودفع معدلات النمو، وكذلك تطوير قدرات مصر فى إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها، بما يمكنها من زيادة قدراتها الإنتاجية، ويؤهلها لتصبح مركزا إقليميا لتداول الطاقة، ومصدرا مستقرا، وشريكا يمكن الاعتماد عليه. وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، بأن الرئيس أكد، خلال المأدبة، حرصه على الالتقاء بهذه النخبة المتميزة من مجتمع الأعمال، معربا عن تطلع مصر لتوسيع آفاق التعاون خلال المرحلة المقبلة، وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتدشين مشروعات مشتركة فى مختلف المجالات، أخذا فى الاعتبار أن هذه المشروعات لن تهدف فقط لتلبية احتياجات السوق المصرية، بل والنفاذ لأسواق ضخمة فى إفريقيا والمنطقة العربية وأوروبا، ترتبط معها مصر باتفاقيات للتجارة الحرة. وأضاف راضى أن رؤساء الشركات العالمية تحدثوا حول سبل دفع التعاون مع مصر، وزيادة استثماراتهم بها، حيث أشادوا بمناخ الاستقرار الذى تشهده مصر، سواء على المستوى الأمنى أو الاقتصادى. حضر المأدبة بيتر ألتماير، وزير الاقتصاد والطاقة الألمانى، وفولفجانج إيشنجر، رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن.