استكمالا للحديث عن المرحلة الجديدة من تاريخ إفريقيا التى تقودها مصر، أعتقد أنه لابد من التوقف عند الدور الذى يمكن والذى يجب أن تلعبه مؤسسات المجتمع المدنى. فعلى منظمات المجتمع المدنى بمصر المشاركة فى صياغة استراتيجيات الحد من الفقر ورصد التقدم المحرز فى تحقيق الأهداف الانمائية، على أن تعمل منظمات المحتمع المدنى مع نظيراتها فى الدول الإفريقية من أجل كسب التأييد لمساعدة الدول الافريقية فى ميادين متعددة مثل تخفيف الديون وزيادة المساعدات الانمائية وتعزيز وصول الصادرات الافريقية الى الأسواق العربية والأوروبية. ذلك ان أعلى نسبة للصادرات المصرية من كل المنتجات لاتباع الا فى افريقيا بالاضافة إلى أن الغالبية العظمى من فائض شباب الخريجين مهندسين وزراعيين وأطباء ومعلمين وكل الخبرات المصرية لايجدون أجود من فرصة العمل بالدول الافريقية. وهذا طبيعى ومهم لأن الشباب هو المحرك للتنمية فى افريقيا كلها، وهذا ماتحتاجه إفريقيا. فى تصريح الرئيس السودانى عمر البشير فى زيارته الأخيرة لمصر ذكر ان مستوى التبادل التجارى بين البلدين ضئيل جدا ولايعكس عمق العلاقة بين الشعبين, مشيرا الى وجود تشارك بين البلدين فى المجال السياسى ارتفع لمستوى اللجنة المشتركة ومشروعات الربط الكهربائى وخطوط السكك الحديدية ولم يغفل الاشارة إلى حفظ حقوق مصر فى مياه النيل وعدم المساس بها. الآن فى عام 2019 مصر تترأس الاتحاد الافريقى مايعنى ان مصر ستكون مسئولة اكثر فى المجالات الاقتصادية والسياسية وادارة شئون افريقيا كلها تتعلق بالإصلاح المالى لافريقيا عن طريق زيادة فاعليات كل المؤسسات والهياكل ومنها بالطبع مؤسسات ومنظمات المجتمع المدنى وبدا ذلك فى إطلاق الرئيس السيسى مبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير حياة كريمة لفئات المجتمع الأكثر احتياجا خلال عام 2019. وبالطبع توجد آليات وطنية لتنفيذ المبادرة وتطبيقها على افقر 100 قرية فى محافظات مصر. تلى ذلك الآليات الإقليمية فى افريقيا ثم الأليات الدولية، وفى ظل ماتعانيه منظمات المجتمع المدنى من نضوب الموارد نتيجة لقلة التبرعات وعدم كفاية موارد الدولة وفى ظل ازدياد معدلات الفقر بين المصريين إلا أنه توجد مؤسسات مازالت تعمل لمكافحة الفقر. تظهر الحاجة لدور القطاع التعاونى وهو قطاع ثالث بين القطاع العام والخاص وتستطيع المنظمات التعاونية بفضل التعاون الذاتى فرض نفسها كقوة سوقية تعتمد على ذاتها، وتعمل على نشر فكر تعاونى فى المجتمع المدنى بالقارة وبالتعامل مع نظرائها. يعنى هذا طرح التعاونيات كطريق بديل لتأمين حاجة الناس الاستهلاكية بأجود الخامات وأقل الأسعار، يلى ذلك الاتجاه نحو الإنتاج وتنمية الموارد البشرية التى تقوم بالتدريب والأعداد لأنشطة تعاونية تهتم بتنمية التعاونيات الزراعية والتجارية. لمزيد من مقالات د. حسن راتب