لم يكد تمثال سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة يستقر لأيام فى مكانه أمام المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، حتى أصبح مهددا بالنقل من مكانه، وهو ما قد يعنى تدمير التمثال الذى استغرق تثبيته، بعد موافقة وزيرة الثقافة د.أيناس عبدالدايم، عشرين يوما. اختيار المكان المناسب لوضع التمثال كان قد تم بعد تكليف من وزيرة الثقافة بتشكيل لجنة مكونة من د.محمد عبدالوهاب زوج فاتن حمامة صاحب فكرة التمثال لتخليد زوجته أيقونة الفن فى مصر والعالم العربي، ومسئول من قطاع الفنون التشكيلية هو الفنان إيهاب اللبان مدير مجمع الفنون، وبدعم من د.مجدى صابر رئيس دار الاوبرا، وبعض المسئولين فى الإدارة. وبالفعل تم تحديد المكان بموافقة جميع الأطراف وإقرارهم بأنه المكان الأنسب. ولكن بعد الانتهاء من عملية التركيب والبدء فى إجراءات الاستعداد لتدشين التمثال الذى قام بنحته الفنان الدكتور عصام درويش على مدى ستة أشهر، تم إبلاغ د.عصام درويش بأن هناك اتجاة لتغيير موقع التمثال ونقله إلى مكان آخر دون أسباب جوهرية واضحة متعلقة باختيار المكان وعلاقته بالتمثال .. ويقول د.عصام درويش: «نقل التمثال يعرضه لخطورة بالغة قد تؤدى إلى إتلافه ، فهو مصنوع من مادة البرونز وليس خامة البلاستيك خفيفة الوزن وسهلة الحركة المصنوع منها معظم التماثيل الشخصية الموجودة بساحة دار الأوبرا، حيث يصل وزن التمثال إلى 400 كيلو من البرونز، وطوله متران وعشرون سنتيمترا، وتحمل تكلفته الراحل د.محمد عبدالوهاب. والتمثال مثبت على قاعدة من الجرانيت المصمت تزن حوالى 2 طن، لتكون قوية، وليست مصنوعة بطريقة التجليد كمعظم التماثيل الموجودة هناك، والتى من السهل تفكيكها وإعادة تركيبها. كما أن التمثال والقاعدة متصلان بقاعدة خرسانية بعمق متر مكعب تحت الأرض تحمل تكلفتها قطاع الأوبرا، ونفذت تحت إشرافهم وإدارتهم. ويوجد زوايا حديدية ملحومة داخل التمثال، تمتد من أعلى لأسفل مخترقة القاعدة الجرانيتية والقاعدة الخرسانية إلى باطن الأرض، مما يؤدى إلى صعوبة فصلهما دون حدوث خسائر بالتمثال .. ولهذا فإن نقل التمثال سيؤدى حتما إلى وقوع ضرر جسيم بهذا العمل الفنى يصعب إصلاحه». وكان «الأهرام» أول صحيفة تنشر صورة وقصة تمثال سيدة الشاشة العربية فى 4 أغسطس 2018. فقد سعى د.محمد عبدالوهاب رائد الأشعة التشخيصية فى مصر، وزوج أيقونة الفن فاتن حمامة، منذ الْيَوْمَ الأول بعد وفاتها فى 17 يناير 2015، إلى تخليد ذكرى رفيقة حياته، ففكر فى منح جائزة سنوية باسم فاتن حمامة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، وإقامة معرض لمقتنياتها فى مكتبة الاسكندرية، وكان مهتما بصدور كتاب يضم توثيقا حقيقيا لفن سيدة الشاشة ويخرج بشكل لائق، كما فكر فى الشهور الثمانية الأخيرة من حياته فى إقامة تمثال لها من البرونز. وبالفعل تم وضع خطة عمل واختار المثال الدكتور عصام درويش، وتابع خطوات تنفيذ التمثال، واتصل بوزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، ليهدى التمثال لوزارة الثقافة لوضعه فى دار الأوبرا المصرية، ووافقت الوزيرة بالفعل على وضع التمثال فى حديقة دار الأوبرا، قبل وفاة الدكتور عبد الوهاب فى 8 أغسطس الماضي، وكان المتفق عليه أن يتم وضع التمثال والاحتفاء به بالتزامن مع مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى نوفمبر الماضي. ومع مرور الوقت، فكرت أسرة فاتن حمامة ابنتها السيدة نادية ذوالفقار وابنها طارق عمر الشريف فى إهداء التمثال إلى مكتبة الإسكندرية باعتبارها منارة للثقافة والإبداع فى مصر والعالم، وبالقطع كان الترحيب من المفكر الكبير مصطفى الفقى مدير مكتبة الاسكندرية متوقعا. وعندما اتصلت السيدة منى ذوالفقار ،نيابة عن أسرة فاتن حمامة بالدكتورة إيناس عبدالدايم لتبلغها رغبة الأسرة فى إهداء التمثال لمكتبة الإسكندرية، أصرت وزيرة الثقافة على أن يتم وضع التمثال فى بهو دار الاوبرا المصرية، وأن هناك خطاب من أسرة فاتن حمامة والراحل الدكتور عبد الوهاب لإهداء التمثال إلى وزارة الثقافة. والآن وبعد أيام من وضع التمثال وفقا لقرار اللجنة الفنية أمام المسرح الكبير فى دار الأوبرا، فإنه يقف فى مهب رياح »النقل« .. و»الأهرام« يناشد د.إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة لإنقاذ تمثال سيدة الشاشة العربية وعدم نقله غدا (السبت)، لأن هذا قد يعنى تدمير هذا العمل الفنى بما يحمله من إبداع وجهد ورمزية. وإذا كان لا مفر من نقله، فلتتشكل لجنة فنية يمكنها بحث الأمر هندسيا وفنيا لتوفير أقصى درجات الحماية لتمثال سيدة الشاشة العربية.