تمثل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة قيمة خاصة لمحبيها, الذين كانوا دائما ما يطالبون بتشييد تمثال لها أسوة بالراحلين العظماء من أهل الفن والأدب مثل الموسيقار محمد عبد الوهاب, أم كلثوم, وغيرهما ممن يزينون دار الأوبرا ليكون التمثال منارة لكل محب لفن سيدة الشاشة. وكشف النحات د.عصام درويش ل الأهرام المسائي عن انتهائه من تنفيذ تمثال لسيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة والذي تم بناء علي رغبة ابنتها نادية ذو الفقار وزوجها الراحل د.محمد عبد الوهاب الذين حضروا خصيصا إلي مرسمه قبل عام بمصاحبة الفنان إيهاب اللبان مدير مجمع الفنون بالزمالك وتكليفي بعمل تمثال ميداني يخلد ذكراها. وأشار إلي أنه تحير في البداية لاختيار الفترة العمرية للتمثال لكنه استقر في النهاية علي رسم ماكيت ضم المرحلة العمرية للفنانة الراحلة, وهي في فترة النصف الأول من ستينيات هذا القرن, والتي تعد مرحلة نضجها الفني وشبابها أيضا بحسب وصفه. وأضاف أنه عندما بدأ في تنفيذ التمثال كان لا يعنيه الوصول إلي الشبه الشديد بالرغم من أهميته بقدر إظهار ما تميزت به روح الفنانة من إصرار وتفان في العمل, خاصة أن شخصيتها كمجسم نحتي يشبة فنانات كثيرات من جيلها, لكنها تختلف في التعبير والأداء التمثيلي, حيث فضل أن يصب التمثال بكامل هيئته بخامة البرونز الملون بالبني الغامق بارتفاع25.2 متر. أما بخصوص تأخير إقامة التمثال حتي الآن قال درويش إن التمثال حصل علي موافقة د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة منذ فترة وآلت مسألة وضع مكانه إلي قطاع الفنون التشكيلية برئاسة د.خالد سرور الذي أوصي بوضعه بالقرب من مدخل مبني الأوبرا قبل تمثال موسيقار الأجيال الفنان محمد عبد الوهاب في اتجاه الطريق المؤدي إلي حفل مهرجان القاهرة السينمائي بدار الأوبرا المزمع انطلاقه20 نوفمبر المقبل, متمنيا اللحاق بهذا الموعد, خاصة أن المهرجان خصص جائزة ثابتة باسم الراحلة فاتن حمامة. ولفت درويش إلي أن الراحل د.محمد عبد الوهاب زوج الفنانة كان حريصا علي مشاهدة التمثال ومتابعة آخر تطوراته, حيث تردد إلي مرسمي قبل وفاته عدة مرات بالرغم من معاناته من المرض وأثني علي تمثال الراحلة فاتن حمامة الذي عاش طيلة عمره عاشقا لها وفي حديثه معي عنها كان يصفها دائما بالشخصية النبيلة, وكانت أمنية حياته أن يشهد تمثالها مشيدا كنصب تذكاري يخلد ذكراها بدار الأوبرا المصرية في حال حياته, لكنه رحل قبل تحقيق تلك الأمنية. وأضاف أنه يعتز بهذا العمل بجانب مجموعة بورتريهات نفذها بخامة البرونز لأهم المبدعين المصريين مثل توفيق الحكيم, طه حسين, أحمد شوقي وغيرهم والتي تزين حاليا جدران مكتبة الإسكندرية, بجانب تمثال الراحل صالح سليم بالنادي الأهلي وأيضا تمثال وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني بمتحفه بالزمالك. وطالب النحات عصام درويش طلاب كليات الفنون الجميلة خاصة قسم النحت أن يحذوا حذوه في مسألة اختزال مشاهدة الأعمال النحتية للرواد المصريين مثل النحات محمود مختار والعديد من الفنانين العالميين من خلال الدراسة الأكاديمية والموهبة لأن مجال النحت هو الأكثر صعوبة في مجالات الفن التشكيلي ويحتاج إلي الكثير من الجهد والوقت والتكلفة المالية, خاصة في مراحل صب القوالب والأفران الحرارية.