فى محاولة لزيادة الضغط الدولى على إيران، ووسط إجراءات أمنية مشددة، انطلق مؤتمر السلام والأمن فى الشرق الأوسط بالعاصمة البولندية وارسو أمس بمشاركة وزراء خارجية ومسئولين من 60 دولة مختلفة لوضع أسس تحالف دولى قادر على وقف أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار، ومحاربة الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط، وبحث ملفاتها المختلفة. وتسعى الولاياتالمتحدة، عبر المؤتمر الذى يستمر يومين، إلى حشد العالم حول رؤيتها للشرق الأوسط وممارسة أقصى درجات الضغط على إيران، لكن مع تأكد حضور عدد محدود فقط من الشخصيات البارزة، خففت الولاياتالمتحدة وبولندا من جدول أعمال المؤتمر، وقالتا إنه لن يركز على إيران فحسب أو يؤسس تحالفا ضدها، بل سيهتم أكثر بالنظر بشكل أوسع إلى الشرق الأوسط. وأكد وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، أن آمال الولاياتالمتحدةالأمريكية عن الشرق الأوسط ستركز على الأمان والإزدهار. ويعتزم نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس إلقاء خطاب أمام المؤتمر، كما سيستعرض جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وصهره، فى خطاب نادر خطط الولاياتالمتحدة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. مع ذلك، لا يتوقع أن يكشف كوشنر ، المقرب عائليا من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو، عن الاقتراحات الواردة فى الصفقة إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة فى 9 أبريل المقبل. ومن المقرر أن يطلق مؤتمر وارسو مجموعات وورش عمل متنقلة فى عدة دول للنظر فى قضايا المساعدات الإنسانية واللاجئين والأسلحة الباليستية ومكافحة الإرهاب والجريمة الإليكترونية. ويحذر الخبراء من رفع سقف التوقعات فيما يخص التصعيد مع إيران، لكنهم يصرون على مراقبة اللهجة التى سيعتمدها البيان الختامي، والتى سترسم طبيعة ذلك التصعيد فى المرحلة المقبلة.ويأتى التحرك الدولى فى الوقت الذى تخشى فيه قوى أوروبية كبرى من زيادة التوتر مع إيران، وهو ما تمثل فى غياب وزراء خارجية القوتين الأوروبيتين الرئيسيتين، وهما ألمانيا وفرنسا.كما رفضت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى فيدريكا موجيرينى المشاركة، مبررة عدم حضورها بارتباطها بالتزامات مسبقة، لكنها ستلتقى مع بومبيو فى بروكسل، وهو فى طريق العودة إلى الولاياتالمتحدة. كما أعلنت بولندا، مضيفة المؤتمر التى تسعى لتعزيز علاقاتها بالولاياتالمتحدة فى وجه تنامى النفوذ الروسي، أنها لا تزال ملتزمة بموقف الاتحاد الأوروبى الداعم للاتفاق النووي، الذى أبرمته القوى الدولية مع إيران عام 2015. وتعليقا على الغياب الأوروبى اللافت، قال بومبيو :»بعض الدول سيحضر وزراء خارجيتها، والبعض الآخر لا، هذا هو اختيارهم، نعتقد أننا سنحقق تقدما حقيقيا، ستكون هناك عشرات الدول التى تعمل بجدية من أجل شرق أوسط أفضل وأكثر استقرارا، وآمل أن نحقق ذلك بحلول وقت مغادرتنا». وفى المقابل، شارك وزير الخارجية البريطانى جيريمى هانت فى المؤتمر، موضحا أن أولوياته تتمثل فى الحديث عن الأزمة الإنسانية فى اليمن. فيما أكد نيتانياهو أنه يسعى عبر مشاركته إلى مناقشة كيفية مواصلة منع طهران من ترسيخ وجودها فى سوريا، ومنعها من الحصول على أسلحة نووية. وكانت بولندا قد استبقت المؤتمر بتشديد إجراءاتها الأمنية، ورفع مستوى الاستعدادات الأمنية لمستوى «ألفا-برافو» لمواجهة أى خطر إرهابى محتمل. ووفقا للمعايير الأمنية فى بولندا، فإن المستوى الأمنى «ألفا» يعنى الحصول على معلومات استخباراتية تفيد باحتمال وقوع حادث إرهابى يصعب توقعه.