بعد ثورة 30 يونيو اتخذ الاتحاد الإفريقى موقفا عدائيا من الدولة المصرية وقام بتجميد عضويتها فى الاتحاد، متحديا بذلك ارادة الشعب المصرى الذى خرج لإزاحة جماعة ارهابية حكمت مصر، وبعد خمس سنوات ونصف السنة فقط تترأس مصر الاتحاد الإفريقى ولمدة عام كامل لتسهم بخبراتها فى التنمية الشاملة داخل القارة الإفريقية. ما بين الحدثين سنوات من العمل والاجتماعات واللقاءات بين أجهزة الدولة المصرية والدول الافريقية، فهناك العديد من الاتفاقات والبروتوكولات تمت، وأزمات كثيرة نتجت عن اهمال مصر عمقها الاستراتيجى تم تجاوزها، وكان هناك جهد وتعب وعمل من اجل عودة الريادة مرة اخرى لمصر فى القارة الافريقية. ترتب على الإهمال المصرى للقارة الافريقية وبالأخص بعد محاولة اغتيال الرئيس الاسبق حسنى مبارك فى اديس ابابا عام 1995، وحتى عام 2011 العديد من التطورات أهمها تغلغل العديد من الدول مثل اسرائيل وبعض الدول المعادية لمصر لاستغلال هذه الفجوة للتأثير على مصر فى العديد من القرارات وأهمها محاولة صياغة جديدة لاتفاقية مياه النيل وتجميد عضويتها فى الاتحاد الإفريقي. ان القيادة المصرية تعلم جيدا القدرة الافريقية ولا يمكن ان تبتعد مصر اكثر من ذلك وكان للدبلوماسية دور كبير، وأيضا القوات المسلحة من خلال إحياء تجمع دول الساحل والصحراء من خلال اجتماعات وزراء الدفاع، وتقديم العديد من الخبرات من أجل مكافحة الارهاب المتغلغل فى إفريقيا، بالإضافة الى قوات حفظ السلام المصرية الموجودة فى العديد من الدول. تعمل القيادة المصرية على إقامة علاقاتها المتوازنة مع جميع القوى الفاعلة فى النظام العالمي، وأيضا محيطها القارى الذى يمثل ركيزة أساسية لحماية الأمن القومي، والحقيقة أن مصر تسير بخطى ثابتة واثقة لقيادة المنطقة بكاملها. لمزيد من مقالات جميل عفيفى