اشتعل خلال الفترة الأخيرة نوع جديد من الحروب الفضائية فى ظل احتدام السباق بين الصين وروسيا والاتحاد الأوروبى والولاياتالمتحدة من أجل السيطرة على القمر. فقد أعلن جيم برايدنستاين مدير وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أمس أن الولاياتالمتحدة تسعى لإنشاء قاعدة أمريكية مأهولة على سطح القمر بغرض «العودة إليه والبقاء هناك»، موضحا أن الهدف من ذلك هو إرسال رواد فضاء بشكل دائم إلى القمر خلال العقد المقبل. وأوضح برايدنستاين أن ما يعنيه بقوله «العودة إلى القمر»، هو البقاء هناك باستخدام تقنيات جديدة، وأنظمة استكشاف حديثة، وليس كما فعلت «ناسا» قبل خمسين عاما عندما هبطت على سطح القمر ثم انقطعت العلاقة على مدى عقود طويلة. ودعا مدير وكالة «ناسا»رواد الصناعة الأمريكية للمساعدة فى تصميم وتطوير مركبات فضائية لتسهيل الهبوط على القمر، مؤكدا أن الأسبوع المقبل سيكون الموعد المحدد لانطلاق تلك الخطط حيث سيتم دعوة العاملين فى ذلك القطاع، ومن كل مكان، لحضور اجتماع فى مقر «ناسا» لمناقشة الأفكار المتعلقة بتصميم تلك المركبات.. وحتى الآن تعاقدت «ناسا» مع 9 شركات. وكانت موسكو قد سبقت واشنطن بإعلانها أمس الأول عزمها على بناء محطة روسية مأهولة على سطح القمر بحلول عام 2034 بحيث يتعين على رواد الفضاء القيام بمهام متعددة هناك. وينص برنامج وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»على نقل مركبة ثقيلة بحلول عام 2032، سيستخدمها رواد الفضاء للتنقل على سطح القمر، وتنفيذ مهام متعددة، بما فى ذلك تفقد سطحه. وفى الوقت نفسه، كشف جيمس كاربنتر رئيس فريق استكشاف القمر فى وكالة الفضاء الأوروبية «إيسا» عن خطط مماثلة، مشيرا إلى أن الاهتمام المتزايد بالقمر أخيرا يتجاوز الأهداف العلمية المجردة إلى ضرورة استمرار الوجود البشرى فى الفضاء. كما أعلنت وكالة الفضاء الصينية من خلال المهمة «تشانج إى 8» أنها تعتزم وضع أسس قاعدة أبحاث قمرية، بما فى ذلك بناء مساكن على سطح القمر باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.