عاشت مصر لسنوات طويلة تعتبر جريدة «الأهرام» عنوانا صادقا لجدية ودقة المعلومات عندما كان الخطأ المعرفى خطيئة مهنية لا تسمح الأهرام بوجودها تحت أى مسمى، ومع أن تلك الصفة لازمت الأهرام منذ نشأتها فإن التطور المعرفى شهد طفرة كبرى منذ أن تولى الأستاذ محمد حسنين هيكل رئاسة تحرير الأهرام عام 1957، حيث جرى إلغاء مسمى قسم الأرشيف وتم استحداث قسم المعلومات والمكتبات تحت إشراف شاب واعد اسمه محمد حمدى الذى فاز بجائزة الدولة فى العلوم الاجتماعية لعام 2016، ومع ذلك لم تسلمه وزارة الثقافة شهادة الجائزة حتى اليوم لأسباب غير مفهومة. وكما يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل فى مقدمة الجزءين الأول والثانى من الكتاب المرجعى «قاموس التواريخ» والذى نال جائزة الدولة فإن الأستاذ محمد حمدى عنوان لمدرسة سماها الأستاذ هيكل مدرسة محمد حمدى التى وفرت لأسرة تحرير الأهرام كل ما كان مطلوبا لتميز وتفوق الأهرام مع بداية تفجر ثورة المعلومات، والتى كانت فى ظل غزارتها تحتاج إلى جهد إنسانى وبدرجة عالية من الكفاءة وبمستوى عال من المسئولية. والحقيقة أن «قاموس التواريخ» مرجع لا نظير له وليس هناك حدث أو شخص ذو قيمة فى التاريخ المصرى والعالمى إلا وتجد له مكانا وإشارة ضمن هذا المرجع المعرفى النادر الذى كان بالفعل أهلا للتكريم ونيل جائزة الدولة وقد أدهشنى فى خضم إعادة قراءة دستور 2014 أن أجد كتابا مرجعيا للأستاذ محمد حمدى تحت عنوان «دستور 2014.. كشاف تحليلى موضوعى مرتب هجائيا تحت رؤوس الموضوعات تناولها الدستور، مشيرا إلى رقم المادة» وذلك يعبر عن جهد علمى ووثائقى جبار يستحق الإشادة. وفى اعتقادى أن وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم ربما لا تعلم شيئا عن تقاعس أجهزة وزارة الثقافة فى تسليم الجائزة لرجل أفنى عمره فى خدمة نشر ثقافة المعرفة واختارته منظمة اليونسكو مستشارا لها بشئون التوثيق الإعلامى باعتباره واحدا من أفضل الخبراء الدوليين فى المكتبات والمعلومات. خير الكلام: لا شىء أفظع من الفقر سوى أن تكون جاهلا! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله