فى مثل هذا اليوم قبل 46 عاما وتحديدا يوم 9 فبراير عام 1969 وجدت جريدة الأهرام نفسها فى وجه العاصفة وتعرض رئيس تحريرها «الأشهر» الأستاذ محمد حسنين هيكل لهجوم مدبر وجارف داخل اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى بهدف تحجيم دور الأهرام ووضعه تحت إشراف الاتحاد الاشتراكى أسوة بالمؤسسات الصحفية الأخرى. حيث كان على صبرى مشرفا على الجمهورية وأنور السادات مشرفا على الأخبار، لكن الرئيس عبد الناصر وقف إلى جانب الأهرام وأكد اعتزازه بالعلاقة التى تربطه برئيس تحريرها وأنهى هذه الزوبعة بكلمة موجزة «إذا كان لابد من وضع مشرف على تحرير الأهرام من أعضاء اللجنة التنفيذية العليا فاعتبرونى مشرفا» فالتزم الجميع الصمت. كانت الأهرام قد نشرت تقريرا عن الإجراءات التى يتخذها محافظ القاهرة سعد زايد لاسترداد خلو الرجل الذى دفعه المستأجرون لملاك المساكن وتضمن التقرير عنوانا بارزا « حكم هام بشأن خلو الرجل.. إقرار المالك بالخلو تحت الضغط لا يعتد به» مما أثار غضب مجموعة على صبرى ورأتها فرصة للتشهير بالأهرام ورئيسه داخل التنظيم السياسى من خلال الادعاء بأن ذلك يمثل إضعافا للمحافظين الثوريين الذين يساندهم الاتحاد الاشتراكى فى استعادة حقوق المستأجرين الكادحين. وطلب المتحدث باسم هذه المجموعة من الرئيس عبدالناصر لفت نظر الأهرام إلى ذلك وإجراء تحقيق حول هذا الأمر الذى يحطم همم الرجال الثوريين ويسيء للقيم الاشتراكية والثورية وكان رد عبدالناصر «أنا تكلمت مع هيكل فى هذا الشأن ويمكن يكون فيه رجعيين فى الأهرام وبعدين مش عايز تجيبوا سيرة علاقتى بالأهرام وإلا أقطعها لأن هدف العلاقة تطوير الأهرام وأنا باعتبر الأهرام من أحسن الصحف اللى طورت نفسها وشغلت ناس جدد خالص وبتؤدى دورها الوطنى كما ينبغي».. وبذلك نجا الأهرام من الملعوب الذى كان فى حده الأدنى يستهدف اتخاذ قرار بالتحقيق مع الأهرام يجريه ضياء الدين داوود عضو اللجنة التنفيذية العليا أسوة بقرار مماثل إزاء خبر غير صحيح نشرته الجمهورية... كانت أيام. خير الكلام: «أهرام» يامشكاتنا تبقين أنتِ ويرحل الأوغاد ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله