اليوم تحل الذكرى رقم 94 لميلاد الأستاذ محمد حسنين هيكل الذى أطل على الدنيا يوم23 سبتمبر عام 1923 ورحل عن دنيانا فى 17 فبراير عام 2016 بعد حياة صحفية وسياسية رائعة ولم يعرف تاريخ الصحافة من يقترب من قامته التى قارعت وحاورت معظم ملوك ورؤساء العالم وجعلت منه شريكا أساسيا فى صناعة القرار طوال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. اليوم يتحقق واحد من أهم أحلام هيكل فى الارتقاء بالمهنة التى عشقها وأعطاها عمره عندما يلتقى محبوه ومريدوه وتلاميذه فى حفل توزيع الجوائز لأفضل الأعمال الصحفية الذى تنظمه مؤسسة هيكل للصحافة العربية برعاية رفيقة عمره السيدة الفاضلة هدايت تيمور. والحقيقة إنه منذ دخولى الأهرام عام 1965 وحتى لحظة رحيله لم يكن لى مرجع سواه فى التزود بما هو جديد من المعرفة وما هو دقيق من التحليل وما هو ثاقب من الفكر.. ويوم أن ترك الأهرام فى مطلع فبراير 1974 بعد أن ضاق الرئيس السادات بصراحته فى مقالاته التى كانت تهز الدنيا كلها «بصراحة» خيمت على أرجاء المبنى الشاهق الذى أسسه الأستاذ أجواء من الحزن والصدمة والانكسار لكننى قررت الخروج عن هذه الحالة وحدى بالإصرار على توديعه. أتحدث عن رجل كان بالنسبة لى ولكل جيلى هو الأب والمعلم والرائد والقدوة والمثل الأعلى والذى لم يكن يبخل على أحد منا بالكلمة الصادقة والرأى الواضح لينير لنا الطريق كلما اشتدت ظلمة الأزمات. وفى مثل هذا الوقت من كل عام يتوافق ذكرى ميلاد الأستاذ مع اقتراب موعد ذكرى نصر أكتوبر وله بصمات ضمن الوثائق الرسمية كنت شاهدا عليها بينها صياغته للتوجيه الاستراتيجى من السادات إلى الفريق أول أحمد إسماعيل على يوم 9 رمضان الموافق الجمعة 5 أكتوبر 1973 وصياغته للخطاب التاريخى الذى ألقاه السادات أمام مجلس الأمة يوم 16 أكتوبر 1973 بينما كانت عجلة الحرب مازالت دائرة... حقا الرجال مواقف وأقدار! خير الكلام: نحن ما زلنا على العهد الذى أسقيتنا إياه مع الحق صراحة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله