يجد نفسه فى كتابة الشعر دون غيره، وهو روائى وناقد فى الوقت نفسه, ينتمى لمدرسة ابوللو فى الطابع الرومانسي، لكن كتاباته الشعرية متأثرة بالمتنبي, الشعر يسير فى دمائه, لكنه يعتبر النقد هو روح الشعر وهو بالضرورة إحساس مواز للشعر, هو عضو اتحاد كتاب مصر، وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ورابطة الأدب الاسلامى العالمية. صدر له حديثا كتاب «علمنى الحب» وله قيد الطبع ديوان «الشموخ», فى معرض الكتاب الخمسين.. إنه ناصر رمضان الذى التقيناه به فى هذا الحوار: كيف وجدت المعرض الدولى للكتاب هذا العام؟ رغم معارضة البعض نقل معرض الكتاب والتذرع ببعد المكان, ستجدين أن الأعداد لا حصر لها والإقبال غير متوقع, والسبب ببساطة هو الإدارة الجيدة والنظافة والنظام, هذا مايبحث عنه الإنسان فى كل مكان, منذ أن أصبحت أقرا واكتب وأنا أدرك أن مشكلة بلدى فى الإدارة, ولعل نموذج المعرض يحتذى فى كل قطاعات الدولة ووزاراتها ومحلياتها, فقط عتبى الوحيد على القائمين على المعرض هو غياب سور الأزبكية. أنت شاعر وروائى وناقد أيهم أقرب إليك؟ أنا فى الأصل شاعر, لكن أدخل عوالم الأدب بكل تفريعاته, الشاعر بالضرورة ناقد، لكن يبقى الشعر هو متكئى وملاذي, فكل منتج أدبى وإن ابتعد فيه عن الشعر إلا أن روح الشعر تسرى فى جنباتي, مثلا كتابى «أوراق الخريف» عبارة عن دراسات نقدية لمجموعة من الشعراء فى الوطن العربي, إلا أن الروح السارية فى النقد هى روح الشعر, فإذا كان الشعر إحساسا فالنقد إحساس مواز, الناقد حين يكتب عن شاعر إذا لم يتعايش مع عوالمه ويشعر بما كتب ويفهم أبعاد النص لن يكتب نقدا حقيقيا. هل يعانى الأدباء مشكلات النشر وهل واجهت صعوبة ذلك؟ حاليا لا توجد صعوبات, فهناك النشر الرقمى ومواقع التواصل الاجتماعى فأصبح لكل شاعر جريدة ومجلة وحائط خاص به. إلى من تنتمى فى الشعر ومن الشاعر الذى تأثرت به؟ أنا أنتمى لمدرسة أبوللو خاصة فى الطابع الرومانسي, الذى يغلب على أكثر, لكننى تأثرت بالمتنبى تأثرا يفوق الوصف، حتى إن فى مكتبتى أكثر من طبعة لديوان المتنبى بما فيها «معجز أحمد», قرأت لكل من كتب شعرا فى العصور المختلفة: العصر العباسى والأموى حتى وصلت للبارودى وشوقى ومحمود حسن اسماعيل وصولا إلى محمود درويش وسميح القاسم وشعراء كثر فى الوطن العربي. فى ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعى وازدياد لغة التخاطب الأدبية هل هناك حاجة لتشذيب لغة الأدب وهل أفرزت وسائل التواصل الاجتماعى لغة أدبية جديدة؟ وسائل التواصل الاجتماعى لها وجهان: وجه جيد وآخر سىء, الأول فتح مجالا ومنبرا للنشر, والثانى أتاح السرقة، فالكل يسرق من الكل بلا ضوابط ولا قانون، وجعلت كل من هب ودب شاعرا, لكنها لم تفرز لغة أدبية جديدة فهى فى الأصل تسويق قربت بين الشعراء والأدباء من مختلف الدول وأصبحت ملتقى للتواصل. هل أثرتْ التجربة الانتقالية بعد ثورات الربيع العربى فى مخزون الشعر والأدب وما تأثيرها؟ لا لم تؤثر, وإنما أفرزت منتجا شعريا ومخزونا أدبيا عبر به الشعراء والأدباء عن أحلامهم وطموحاتهم وشاركوا ولو بالكلمة فى التغيير, فالشعر فى الأصل عماده الخيال ودعائمه الدعوة إلى الجمال والتغيير. كونك عضوا فى اتحاد الكتاب كيف ترى الوضع الثقافى فى العالم العربى بعد غياب كثير من عمالقة الأدب والشعر؟ الوضع الثقافى فى المنطقة العربية لا بأس به ويوجد كثيرون من أنحاء الوطن العربى مبدعون،غير أن الشللية والمحسوبيات والتناحر على المناصب فى إدارة الكيانات الثقافية هى التى تؤثر سلبيا على ظهور أسماء كبيرة تستحق أن تتصدر المشهد. تجد نفسك فى شعر الومضة كما قلت, فما نوع هذا الشعر؟ شعر الومضة هو فن ليس جديدا, هو قصيدة البيت الواحد ولأدونيس كتاب جمع فيه كل من كتب شعر الومضة من شعراء الجاهلية، وسبب دخولى هذا العالم هو كسل القارئ الحالي, فإذا استطعت أن أعطى له مايريد فى بيت من الشعرمثل كبسولة فقد وفيت بالغرض مثلا (أثرت من الدلال لديك قلبى ...ويحلو الأسر فى سجن الدلال) من ديوان «الحب ورائحة الأرق» - ومضات. تتنقل بأشعارك بين الحب والأمل والوطن فى زمن غلب عليه المشكلات وتضاؤل الرومانسية والحماس؟ الشاعر دائما على عكس التيار, فإذا تفشى الكذب دعا إلى الصدق, وإذا تفشى القبح دعا إلى الجمال، وإذا غابت معانى الحب أصبح بما يكتب يدعو للجيل على أن يتمسك بالحب, فالحب هو الحياة والعالم بلا حب أشبه بسفينة بلا ربان.