بعد أكثر من خمسين عاما على وفاته يتجلى الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت فى معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام ليرى ثمار دعوته للتجديد والتقريب وتفعيل دور الأزهر فى ربط نمو الحضارة الإنسانية بالمرجعية الإسلامية الوسطية. وهو أول من أقر تعليم الفتيات فى الأزهر لتكون الثمرة اليوم وجود مفتيات متخصصات فى العلوم الشرعية فى ركن الفتوى بجناح الأزهر بالمعرض. وبحسب تصريح مسئول جناح الأزهر بالمعرض ل «الأهرام» فقد تم اختيار الدكتور محمود شلتوت شيخ الازهر الأسبق شخصية الجناح هذا العام مع عرض فيلم وثائقى عن سيرته وأعماله، لدوره الفعال فى جعل الأزهر منارة حضارية براقة تأصيلا وتفكيرا، ليعيد إلى الأذهان مشاركة الشيخ فى ثورة 1919 بقلمه ولسانه، وإصداره قانون إصلاح الأزهر وإنشاءه مجمع البحوث الإسلامية ليؤكد الرجل أنه من طراز فريد استحق عن جدارة أن يكون مثلا لشيوخ الأزهرحراس قلعة الإسلام الوسطى. ويصدح صوت الإمام الأكبر شلتوت من مرقده فى جنبات الجناح الذى تعددت أنشطته لتلائم مكانة الأزهر وقيمته فبين ركن للأطفال وندوة «طفل واع» وورش للخط العربى واحتفائه بيوم المكفوفين، وقاعة للندوات ومنفذ لبيع الكتب المخفضة، تلك الأنشطة والفعاليات اليومية المتنوعة والمتجددة جعلت كثيرا من الزوار يترددون اكثر من مرة على جناح الأزهر لاسيما «ركن المفتيات» اللائى عملن من خلاله على تصحيح صورة الإسلام وإصدار الفتاوى المتزنة التى تؤكد أن الإسلام متوازن لا يعرف الإفراط ولا التفريط، حتى لفت الانتباه إلى أن الإقبال على جناح الأزهر هو ظاهرة هذا العام.