أصبح لافتا للنظر ومستوقفا للانتباه بشكل غير طبيعي ذلك الاعوجاج المتصاعد للعديد من سلوكيات بعض المواطنين التي طفحت علي الشارع المصري خلال الآونة الأخيرة, ونظرة سريعة علي ما يحدث أمام أعيننا الآن في مصر تكفي للدلالة علي انتشار وشيوع هذا السلوك المعوج في أرجاء شوارع المحروسة وبصورة يصعب السكوت عليها أو تجاهلها لما يمكن أن ينجم عنها من تأثيرات وأضرار بالغة الخطورة علي جميع مناحي الحياة بما يؤدي إلي مزيد من عدم الاستقرار والمساس بالمصالح القومية والوطنية العليا للبلاد. وفي هذا السياق تستوقف نظرنا كما تستوقف نظر الجميع مشاهد ومواقف غير لائقة علي الإطلاق من احتجاجات وتظاهرات بشكل غير حضاري ينجم عنها تخريب منشآت حكومية وخاصة وتعطيل المصالح وغلق الطرق الصحراوية والزراعية وما يترتب عليه من إلحاق الضرر بالمواطنين, فضلا عن لجوء الباعة الجائلين إلي سد الشوارع ببضاعتهم وعلي الأرصفة أمام المحال التجارية, ويستوقفنا أيضا ما قام به الأهالي من البناء علي الأراضي الزراعية وانتهاك حرماتها وبناء أدوار عليا علي عمارات بالمخالفة القانونية للتنظيم وفقا لعرض الشارع, فضلا عن إنشاء مطبات صناعية بشكل عشوائي علي الطرق السريعة والرئيسية وتكسير أسفلت الشوارع لتوصيل ماسورة مياه أو كابل كهربائي دون اعتبار المواصفات القياسية والقواعد المنظمة لهذا العمل. وها هي سلوكيات وممارسات بعض سائقي السيارات والمركبات تجاه المرور بالشوارع, حيث الانتظار في صف ثان وثالث ورابع, وكذلك الانتظار في الممنوع والسير في الاتجاهات العكسية للشوارع, ثم نجد أيضا بعض المواطنين يلقون بالقمامة في الشوارع عشوائيا, علي الرغم من وجود أماكن مخصصة لذلك, وهناك أيضا نوع آخر من السلوك المتمثل في تشويه أسوار المدارس والمنشآت الحكومية والخاصة بلصق صور لمرشحي الانتخابات البرلمانية والرئاسية, والدعاية لبعض الشركات والمنتجات, وبعض أصحاب المحال الذين يضعون حجارة كبيرة وبراميل أمام محالهم للحيلولة دون انتظار السيارات, علاوة علي افتراش أصحاب القهاوي والكافيهات الكراسي والترابيزات في نهر الشوارع. هذه مجرد أمثلة, لكن للأسف هناك العديد من السلوكيات الأخري التي تثير القلق وتبعث علي الانزعاج وتخرق جسد الشارع, والضحية دائما يكون الشعب, لذا أقترح علي وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي التوصية والتوجيه نحو تضمين المقررات الدراسية للطلاب مادة يطلق عليها مادة قانون الشارع, ويتم تعريف الطالب بأن الشوارع نشأت خصيصا للاستفادة منها, وأن لها قدسية وآدابا وقوانين يجب أن تحترم وهي حق المارة والمواطنين جميعا, ولا تخص شخصا دون آخر, ولذلك يجب الالتزام بالسلوك والاجتماعيات والقوانين ذات الصلة بالشارع المصري والعمل علي حماية جسده من أي تعد أو انتهاك لحرمته. د. حسن علي عتمان نائب رئيس جامعة المنصورة