«إن مصر قلب الأمة العربية، ولها علينا أن نقف معها».. تلك رؤية الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة فى كلمته خلال افتتاح دار الكتب المصرية بالقاهرة. وتعكس الرؤية مدى تعلق القادة والمواطنين العرب بمصر ، وما تركه احتضانها لهم فى قلوبهم من أثر، واستعداد صادق لمد يد العون لمصر ، وقاهرة المعز العاصمة الساحرة والمحروسة على مر الزمن . وبمودة أقرب إلى العشق يتعهد القاسمى «لن نتأخر عن كل ما ينفع مصر فنحن دائما فى خدمتها ، ولها علينا أن نقف معها». وفى الوقت الذى تضيف القيادة السياسية لمصر عاصمة إدارية جديدة، فإنها ملتزمة بأن تظل القاهرة عاصمة مصر إلى الأبد، وان تعمل على أعادة القاهرة لدورها الحضارى والتاريخي، وأن تخفف الأعباء التى تثقل كاهل القاهرة. وإذا كان تجديد دار الكتب قد تم بصورة رائعة فإن هناك مخططا طموحا لتطوير منطقة القاهرة الخديوية، ومنطقة الفسطاط ، وسور مجرى العيون، ومنطقة سور الأزبكية، وتطوير منطقة كورنيش النيل. ومما لا شك فيه أن القاهرة قد حفرت لنفسها مكانا فى قلب الزمن، وسطرت سطورا عدة فى كتب التاريخ. بل يمكن القول إن قاهرة المعز الشاهد الأمين على تقلبات الزمن، ومسارات التاريخ، وحصن العرب وقلعتهم الأخيرة ضد الاستعمار وكل قوى الشر والتطرف والتخلف والظلام. ومن هنا فإن دار الكتب بباب الخلق لها مكانة خاصة لدى الجميع، سواء عربا أومصريين. ويعد افتتاح دار الكتب فى مكانها التاريخى رسالة مهمة بأن مصر ستظل منارة للثقافة تسهم بإبداعات أبنائها من المفكرين والمبدعين فى إثراء الأدب والفنون، وتشكيل الوعى والوجدان. وتعد دار الكتب المصرية أول مكتبة وطنية فى العالم العربي، والتى مر على إنشائها نحو 149 عامًا، حيث أصدر الخديوى إسماعيل الأمر العالى بتأسيس دار للكتب بالقاهرة «الكتبخانة الخديوية المصرية» عام 1870 بناءً على اقتراح من على باشا مبارك ناظر ديوان المعارف آنذاك، لتقوم بجمع المخطوطات والكتب النفيسة التى كان قد أوقفها السلاطين والأمراء والعلماء على المساجد والأضرحة والمدارس، وتكون نواة لمكتبة عامة على نمط دور الكتب الوطنية فى أوروبا. لمزيد من مقالات رأي