يؤسفنى تفويت ندوة مهمة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب عن الراحل الكبير د.سمير سرحان صاحب الفضل الأكبر فى المكانة التى بلغها هذا المعرض، ومازالت الفترة التى رأسه فيها هى الأكثر ثراء فى تاريخه. رحبت بدعوة منظمى المعرض للمشاركة فى الحديث فى هذه الندوة عن الرجل الذى ما إن عرفته عن قرب قبيل منتصف العقد الماضى حتى تمنيت لو بدأت العلاقة بيننا قبل ذلك. لكننى تمنيت عليهم تغيير موعدها الالتزامى بارتباط خارج القاهرة، وتعذر هذا التغيير لظروف خاصة ببرنامج النشاط الثقافى. ولذا وجب أن ألخص ما كنت أود الحديث عنه فى هذه الندوة0 فقد عملت مع د.سرحان عدة سنوات نائبا لرئيس الهيئة العامة للكتاب، التى تولى رئاستها وحقق نقلة كبيرة فيها. وكانت فترة ثرية سعينا خلالها معا إلى تطوير العمل فى الهيئة، وفى المعرض الذى توليت المسئولية عن النشاط الثقافى فيه. وأشهد أنه تلقى بصدر رحب إجراءات اتخذتها فى دورة 2005 وتسببت فى إحراجه، مثل إلغاء جائزة أفضل كتاب لعدم وجود معايير موضوعية لاختياره، واستبعاد مناقشة كتب رؤساء تحرير صحف تعودوا على الاحتفاء بهذه الكتب التى جمعوا فيها مقالاتهم المنشورة خلال عام. تميز د.سرحان بسعة الأفق، وقبول النصح. ولذلك حقق نجاحا كبيرا أيا كانت الأخطاء التى قام بتصحيح بعضها فى النهاية. لكنه لم يصحح خطأ كبيرا ارتكبه فى حق نفسه، حيث انغمس فى العمل الإدارى على حساب الإبداع. ورغم أنه عمل ثقافى ذلك الذى انغمس فيه، فقد حرم الثقافة المصرية، والعربية، من إبداعه فى مجال المسرح المسرح. ويعرف من قرأ مسرحية «ست الملك» مثلا أنه كان يستطيع إثراء المسرح بروائع كثيرة إذا أعطاه وقتا كافيا. وقل مثل ذلك عن نقده المسرحى الذى يضيف إلى معرفة القارئ ويثرى تفكيره. ولا مبالغة فى أن الطريق كانت مفتوحة أمامه ليصبح مسرحيا معروفا فى العالم إذا استثمر إجادته التامة للغة الإنجليزية ومعرفته العميقة بآدابها. لقد ضحى سمير سرحان بإبداعه المسرحى، لكنه جعل معرض الكتاب صرحا ثقافيا كبيرا، وحقق نقلة كبيرة فى صناعة النشر. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد