"الشعب المصري الأكثر رفضا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، مقارنة بالشعوب العربية، وبالرغم من أن حكومته أول دولة تقيم علاقات رسمية مع هذا الكيان، إلا أنه آخر الشعوب قبولا لهذا الكيان".. هذه العبارة ذكرها مثقف عربي في إحدى الفعاليات في منتصف التسعينيات بدولة الإمارات. وبالرغم من أن هذا الشعب ما زال الأكثر عنادا ورفضا لكيان يرفع كل يوم، بسبب جرائمه المتكررة، من مستوى عداواته لأصحاب الأرض التي اغتصبها، وأيضا لجيرانه، ولكل القيم الإنسانية، فهذا الرفض للتطبيع، هو أقل واجب أو هو رد فعل طبيعي.. ومن المعتاد، أن لا يتوقف هذا الكيان، الذي نشأ بصفقة، وأقيم علي مؤامرة، عن إطلاق التسريبات واختلاق المصطلحات والمشروعات السياسية، ومن بينها مشروع "صفقة القرن" أو تبادل الأراضي بين الكيان وجيرانه. وبالرغم من أن مصر أكدت على لسان رئيسها، أكثر من مرة، أنها لاعلاقة لها بصفقة القرن، وأن ما يعلن عن هذا المشروع، ما هو إلا شو إعلامي، لا علاقة له بالأرض أو بالواقعٍ أو الحقيقة، كما رفضت الأردن هذه الصفقة، إلا أن الدعايات الصهيونية، ومن والاها، تربط بين ما يحدث في سيناء من خطط وبرامج أمنية تقوم بها قوات إنفاذ القانون، وتهدف لتطهيرها من الإرهاب، وتدعى تلك الدعاية، بأن ما يحدث من إخلاء لمناطق رفح والشيخ زويد جزء من صفقة القرن. وأمام الموقف المصري الشعبي والسياسي الواضح، برفض هذه الصفقة، نتساءل في دهشة: أليس من الأجدى والمنطقي، أن يعطى الكيان الصهيوني المساحة المفترضة للفلسطينيين، في صحراء النقب "جنوب الكيان" وداخل دولته، بدلا من التلويح بمساحات في سيناء. ومع كل الحسابات الجغرافية والمساحية، فإن مساحة صحراء النقب التي تصل إلى 14 آلف كيلو متر مربع، وتستوعب أكثرمن غزة والضفة الغربية معا، وهي شبه خالية، فلا يوجد بها سوى مليون نسمة، ويبلغ تعداد البدو على أرضها 317 ألف نسمة، وتمتد من بئر السبع، (ثانى أكبر مدينة في النقب) حتى مدينة إيلات أو "أم الرشراش" غربي خليج العقبة.. هذا اقتراح واقعي لغرس المشروع في صحراء النقب، لنقلل من حالة الفوضى الأمنية التي يتسبب فيها الكيان الصهيوني، باعتباره المستفيد والمولد والمؤسس لكل الفوضى التي تشهدها المنطقة. لمزيد من مقالات ثابت أمين عواد